باب الفاعل
  (ضربنا) و (ضربني) و (ضربهم) و (ضَرَبَهُنَّ)؟
  فالجواب عن ذلك أن ضمير الفاعل مع الفعل(١) تنزل عندهم منزلة كلمة واحدة، فلو حركوا اللام لاجتمع أربع حركات متواليات في كلمة واحدة وذلك ما لا يوجد في كلامهم. وليس كذلك ضمير المفعول؛ لأنَّ الفعل مع المفعول كلمتان فإذا حركوا اللام(٢) لا تجتمع أربع حركات.
  فإن قيل: فقد قالوا: (قَعَدَتا) و (ضَرَبَتا) فاجتمع مع ضمير الفاعل أربع حركات. قيل له: حركة التاء ليست بلازمة ألا ترى أنَّك تقول: (قَعَدَتْ) و (ضَرَبَتْ) فَتُسْكِنُ التّاء، وإِنَّا حُركت بالفتح لمكان الألف(٣)، كما تحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، إذا قُلْتَ: ضَرَبَتِ المرأةُ. فإن قيل: فقد قالوا: (عُلبط) و (هُدَهِدٌ) و (دُوَدِمٌ) مع ألفاظ كثيرة، وهذه / أربع حركات، قيل: الأصل في هذه الألفاظ (هداهدٌ) و (عُلايط) و (دوادِمٌ) فحذفوا الألف وهي مرادة، والعرب إذا حذفت شيئًا وهو مراد فكأنهم لم يحذفوه.
  فأما (العُلَبِطُ) فهو الجَمَلُ الغليظ الضخم، يقال منه: بعير عُلبط وعُلابط، وناقةٌ عُلَبِطَةٌ وَعُلابِطَةٌ. وأمّا (الهُدَهِدُ): فيقال: هَدْهَدَ الطَّائرُ هَدْهَدَةً [إِذا](٤) قرْقَر وكلُّ ما قرْقَر من الطَّيْرِ فَهُوَ هُدَهدٌ، وفَحْل هداهدٌ كثير الهَدْهَدَةِ. و (الدُّوَدم) شبه الدم يخرج من السَّمْرَةِ، يقال: حاضتِ السَّمْرَةُ إِذا خرج ذلك منها، ويقال له: دُوادِمُ السَّمْرَةِ [بالألف](٥) والله أعلم.
(١) في (ع): (المفعول)، وهو تحريف.
(٢) في (ع): (ولم).
(٣) أي لمناسبة الألف.
(٤) تكملة من (ع).
(٥) زيادة من (ع).