باب (كان) وأخواتها
  أنَّه لا يجوز أن ينقطع عِلْمُهُ. والذي يجوز أن ينقطع نحو قولك: كان زيد غنيا وكريما، فهذا يدلُّ على أنَّه انقطع كرمه وغناه(١)، وأشباه ذلك(٢).
  وقد تكون دالة على الحدث فلا تفتقر إلى خبر، نحو قولك: كان الأمر، أي وقع وحدث، ونحو قولك: أنا أُحِبُّكَ مُذْ كُنْتَ، أَي مُنْ خُلَقْتَ.
  الثالث: أن تكون زائدة فلا يكون لها اسم ولا خبر ولا فاعل ظاهر، ولكنها تُسند إلى الكون؛ لئلا يبقى الفعل حديثاً بغير مُحدَّث عنه، وتدل على الماضي. وقول الشاعر(٣):
  ٢٤ - سُراةٌ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامى ... على كانَ المُسَوَّمَة العراب
  تقديره: على المسومة العراب كان ذلك الكونُ. فزيادتها على هذا المعنى لا على أنَّ دخولها كخُروجها.
(١) في الأصل: (أوغناه)، وما أثبته من (ع).
(٢) إن الاستدامة تأتي في الأمثلة التي ساقها وأمثالها من الصفة المشبهة؛ لأن الصفة المشبهة تدل على الدوام والثبوت، أما قوله: «كان زيد غنيا وكريماً» فقد ثبت له الغنى والكرم طول حياته، والانقطاع أصاب الحياة ولم يصب الغنى والكرم.
(٣) غير معروف.
٢٤ - البيت من الوافر وهو في التبصرة: ١/ ١٩٢ برواية (.... تساموا)، وابن يعيش: ٧/ ٩٨ برواية (جياد بني ...)، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٤١٢، والمساعد: ١/ ٢٧٠، والهمع: ١/ ١٢٠، برواية التبصرة، والمقاصد: ٢/ ٤١، والخزانة: ٤/ ٣٣٣، واللسان: (كون) و (تسامي): وأصلها تتسامى حذفت إحدى التاءين تخفيفًا. وعجزه في ابن يعيش: ٧/ ١٠٠، وأوضح المسالك ١/ ٢٥٧.
السراة: اسم جمع عند سيبويه كما ذكر في ا اللسان. مفرده سري وهو الشريف.
وسام فرسه: أي عَلَّمَهُ بعلامة يُعرف بها. والمسومة: المُعلمة.
والعراب: الخيل العربية الأصيلة.