باب (كان) وأخواتها
  الرابع من وجوهها: أن تكون بمعنى (صار)، نحو قول الشاعر(١) (٢):
  ٢٥ - حَتَّى إذا لاح بكَ القَتيرُ
  وَالرَّأْسُ قَدْ كَانَ لَهُ شَكيرُ
  أي صار.
  ونحو قوله(٣):
  ٢٦ - بِفيفاءَ قَفْرٍ وَالمَطيُّ كَأَنَّها ... قطا الْحَزْنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاحًا بُيوضُها
  أي قد صارت. / وعلى ذلك يُحْمَلُ قوله تعالى: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩}(٤) أي صارَ. وهو مذهب أبي علي الفارسي(٥). وعند غيره(٦) أن
(١) في (ع): (قوله).
(٢) نسب الثاني منها في شرح المفصل للعجاج.
٢٥ - البيتان من مشطور الرجز. ورد الأول منهما في ملحقات ديوان رؤبة: ١٧٤ برواية (... بك قتير). والثاني في ابن يعيش: ٧/ ١٠٣.
القتير: الشيب والشكير: ما ينبت على الرأس من زغب عندما يخفف شعره.
(٣) هو ابن أحمر.
٢٦ - البيت من الطويل. روى: (بِتَيْهاءَ قَفْرٍ ...) في شرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٠٢، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٢٩٣، والأشموني على الألفية: ١/ ٢٣٠، والخزانة: ٤/ ٣١، واللسان (كون).
والفيفاء: المفازة التي / لا ماء فيها، والتيهاء: الأرض التي لا يُهْتَدى فيها. والقفر: الخالية. والحزن: الأرض الغليظة الوعرة. أما القطا فطائر معروف بسرعة اهتدائه إلى الماء، فهي تشتد في طلبه بعد خروج فراخها من البيض لحاجة الفراخ إليه.
(٤) مريم: (٢٩).
(٥) انظر الرضي على الكافية: ٢/ ٢٩٣ وما بعدها.
(٦) ينسب هذا الرأي إلى أبي عبيدة انظر البحر: ٦/ ١٨٧.