البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 141 - الجزء 1

  الرابع من وجوهها: أن تكون بمعنى (صار)، نحو قول الشاعر⁣(⁣١) (⁣٢):

  ٢٥ - حَتَّى إذا لاح بكَ القَتيرُ

  وَالرَّأْسُ قَدْ كَانَ لَهُ شَكيرُ

  أي صار.

  ونحو قوله⁣(⁣٣):

  ٢٦ - بِفيفاءَ قَفْرٍ وَالمَطيُّ كَأَنَّها ... قطا الْحَزْنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاحًا بُيوضُها

  أي قد صارت. / وعلى ذلك يُحْمَلُ قوله تعالى: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩}⁣(⁣٤) أي صارَ. وهو مذهب أبي علي الفارسي⁣(⁣٥). وعند غيره⁣(⁣٦) أن


(١) في (ع): (قوله).

(٢) نسب الثاني منها في شرح المفصل للعجاج.

٢٥ - البيتان من مشطور الرجز. ورد الأول منهما في ملحقات ديوان رؤبة: ١٧٤ برواية (... بك قتير). والثاني في ابن يعيش: ٧/ ١٠٣.

القتير: الشيب والشكير: ما ينبت على الرأس من زغب عندما يخفف شعره.

(٣) هو ابن أحمر.

٢٦ - البيت من الطويل. روى: (بِتَيْهاءَ قَفْرٍ ...) في شرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٠٢، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٢٩٣، والأشموني على الألفية: ١/ ٢٣٠، والخزانة: ٤/ ٣١، واللسان (كون).

والفيفاء: المفازة التي / لا ماء فيها، والتيهاء: الأرض التي لا يُهْتَدى فيها. والقفر: الخالية. والحزن: الأرض الغليظة الوعرة. أما القطا فطائر معروف بسرعة اهتدائه إلى الماء، فهي تشتد في طلبه بعد خروج فراخها من البيض لحاجة الفراخ إليه.

(٤) مريم: (٢٩).

(٥) انظر الرضي على الكافية: ٢/ ٢٩٣ وما بعدها.

(٦) ينسب هذا الرأي إلى أبي عبيدة انظر البحر: ٦/ ١٨٧.