باب (كان) وأخواتها
  (كان) في الآية محمولة على الزيادة والإلغاء ويكون صبيا منصوبا على الحال(١).
  وأما (صار) فتدل على الابتداء. وقال بعضُهُمْ: على الانتقال، أي هو الآن على هذه الحال لا فيما مضى.
  فأما (أصْبَحَ) فتكون مُجَرَّدة من الحدث فتفتقر إلى خبر، وتكون دالةً على الحدث فيكون المعنى أنه دخل في الصباح. وكذلك (أمسى) نحو قولهم: أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا، أي دخَلْنا في الصباح والمساء. وكذلك (أضحى) بهذه المثابة، أي دخل في وقت الضحى. و (ظَلَّ) إِذا فَعَلَ نهاراً. وَ (بات) إذا فَعَلَ ليلاً. وأما (مازالَ) فَإِنَّ (ما) للنفي و (زال) تدلُّ على ضدّ الثّباتِ، فدخل نفي على نفي، فصار إثباتًا. وَ (مازال) و (مابرح) و (ما انْفَك) و (ما فَتِئ) يجوز أن يُبتدأ بِهِنَّ إلا (مادام) فإنَّها لا تكون إلا تابعة لما قبلها، نحو قولك: أنا أقومُ هاهنا مادام زيد قاعداً، تقديره: أقوم دوام زيد قاعداً. وتُريدُ بالدَّوامِ وقت الدوام، كما تقولُ: مِفْتَكَ مَقْدَمَ الحاج. ولو قلت: مادام زيد قائماً من غير أن يكون معه كلام لم يجز، لأنه في معنى ظرف من الزمان، فيحتاج إلى ما يقعُ فيه، ولو قلت: مازال زيد قائما، لكان كلاما جيداً تاما [وَ](٢) في قولنا (مادام) معنى آخر، وهو أنَّ (دام)(٣) لا تُسْتَعْمَلُ بحرف النفي إلا بـ (ما) دون سائر حروف النَّفْي إذ كانت (ما) و ما(٤) بعدها في تأويل مصدر. وليس كذلك (مازال)؛ لأنك تقول: (لَمْ يَزَلْ) و (لا يزال)، وكذلك: لَمْ يَبْرَح زيدٌ قائما، ولا يَبْرَحُ زيد قائما، وأشباه ذلك.
(١) انظر الأقوال الواردة في هذه الآية في إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣١٣.
(٢) تكملة من (ع).
(٣) في الأصل: (دوام)، وهو تحريف، والتصريب من (ع).
(٤) في الأصل: (الذي)، وما أثبته من (ع).