باب (كان) وأخواتها
  فيما مضى.
  قالَ: «وأخبارُ (كان) وأخواتها كَأَخْبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف، تقول في المفرد: كان زيد قائماً، وفي الجملة(١): كانَ زِيدٌ وجَهُهُ حَسَنٌ، وفي الظرف: كان زيد في الدارِ.
  وتزاد الباء في خَبَرِ (لَيْسَ) مُوَكَدَةً فيُقالُ(٢): لَيْسَ زيد بقائِمٍ، وَلَيْسَ محمد بمنطلق، أي ليس مُحَمَّدٌ مُنْطَلقًا، ولا زيد قائما».
  اعلم أن خبر (كان) والمفعول الثاني في (ظَنَنْتُ) وأخواتها وخبر (إن) وأخواتها إِنَّما هي في الحقيقة أخبار المبتدأ؛ لأنَّ هذه الأفعال والحروف دخلت على المبتدأ والخبر، فغيرت الجملة عمّا كانت عليه من الإعراب، ولم يتغير معنى الابتداء والخبر عما كان عليه، ولهذا لا يجوز الاقتصار على الأسماء دون الأخبار، ولا على المفعول الأول دون الثاني؛ لأنَّهُ لا يصلُحُ ذِكْرُ المبتدأ مع فقد خبره؛ لأنه كان يكون محدثاً عن عنه بغير حديث ذكره(٣)، فلا تصح منه فائدة. وإذا ثبتت هذه الجملة فكل ما يجوز أن يقع خبراً عن المبتدأ في الابتداء(٤) يجوز أن يقع أخباراً لـ (كان) ول (إِنَّ) وأخواتهما(٥)، والمفعول الثاني في باب (ظَنَنْتُ) وأَخَواتِها [إِذْ(٦) كانت] الجملة مبتدأ وخبراً. فكل جملة أو ظرف أو مُشَبَّه بظرفٍ
(١) في (ع): (المفرد)، وهو خطأ.
(٢) في (مل): (يقال) دون الفاء.
(٣) في (ع): (ذكر).
(٤) في (ع): (في حالة الابتداء).
(٥) في الأصل و (ع): (وأخواتها)، وهو تحريف.
(٦) في (ع): (إذا)، وهو تحريف.