البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 154 - الجزء 1

  أو شرط وجزاء⁣(⁣١) يجوز أن تكونَ خَبَراً للمبتدأ فإنَّه يكون خبراً لـ (كان).

  وتُزاد الباء في خبر (لَيْسَ) تأكيداً للنفي، نحو قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}⁣(⁣٢) فالجار والمجرور في موضع نصب بـ (لَيْسَ) ألا ترى أَنَّكَ إِذا قُلْت: ليس زيد بقائم، لو نزعت الباء لكانَ: لَيْسَ زيد قائما.

  قال: «وَتُشَبَّهُ (ما) بـ (لَيْسَ) في لُغَةِ أهْلِ الحجاز، فيقولون: ما زَيدٌ قائما، و ما⁣(⁣٣) عمرو جالسًا. فأمَّا⁣(⁣٤) بنو تميمٍ فَيُجرونها مجرى (هَلْ) فلا يعملونها، فيقولون: ما زيد قائم. فإن قدَّمت الخبر أو نقضت النَّفْي بـ (إلا) لم يجز فيه إلا الرَّفْعُ، تقول: ما قائم زيد، وما زيد إلا قائم ترفع في اللغتين جميعا».

  / اعلم أن (ما) حرفٌ يُنفى بِهِ الحال. كما أنَّ (لَيْسَ) يُنفى به الحال. وهي تدخل على المبتدأ والخبر، كما أنَّ (لَيْسَ) تَدْخُلُ على المبتدأ والخبر. فلما أشبهتها عملت⁣(⁣٥) عَمَلَها على صفة، وذلك أنَّ (لَيْسَ) تعمل مقدمة ومؤخَّرَةً ومتوسطة، ويتقدم خبرها على اسمها. وليس كذلك (ما) فإنَّها لا تعمل إلا ما دامت نافية، واسمها قبل خبرها، ولهذا متى زالَ عنها معنى النفي بـ (إلا) رفعت، فتقول: ما زيد إلا قائم، لزوال معنى النفي، قال الله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ}⁣(⁣٦)


(١) في (ع): (أو جزاء).

(٢) الزمر: (٣٦).

(٣) في الأصل: (ولا) وهو وهم، والتصويب من (ع)، و (مل).

(٤) في (مل): (وأما).

(٥) في (ع): (أَعْمِلت).

(٦) القمر: (٥٠).