البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 158 - الجزء 1

  واعلم أن مشابهة هذه الحروف للأفعال⁣(⁣١) مشابهة لفظية لا معنوية بدليل أنَّ الواقع موقع الفاعل يكون جملة وغير جملة، نحو قولك: إِنَّ زيداً أبوه قائم.

  [فَأَبوهُ قائِمٌ]⁣(⁣٢) في محل الرفع والفاعل في الحقيقة لا يكون إلا مفرداً.

  قال: «ومعاني هذه الحروف مُخْتَلفَةٌ فمعنى (إن) و (أن) جميعا التحقيق، ومعنى (كَأَنَّ) التَّشبيه، ومعنى (لكن) الاستدراك، ومعنى (لَيْتَ) التمني، ومعنى (لَعَلَّ) التَّوقُّع والرَّجاءُ.

  وأخبار (إنَّ) وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف وحرف الجر⁣(⁣٣). ولا يجوز تقديم أخبارها على أسمائها إلا أن يكون الخبرُ ظَرْفًا⁣(⁣٤)، تقول: إنَّ في الدار زيداً، ولَعلَّ عِندَكَ عَمْراً».

  اعلم أنَّ هذه الحروف وإنْ اتَّفَقَتْ في العمل فإنَّها مُختلفةٌ في المعنى. فأما (إِنَّ) المكسورَةُ الهَمْزَةِ المُشَدَّدَةُ فهي للتأكيد⁣(⁣٥)، وهي أيضًا توصل القسم، ألا ترى أنَّكَ إِذا قُلْتَ: والله إِنَّ زيداً منطلق⁣(⁣٦) فَـ (إِنَّ) أوصلت القسم، ولا يجوز أن تقول: والله زيد منطَلِق. ويجوز أن تُخَفَّفَ (إِنَّ) هذه، فإذا⁣(⁣٧) خُفِّفَت وقعت اللام في خبرها لأمرين:

  أحدُهُما: لئلا تَشْتَبِهَ بِـ (إِنْ) الَّتي للنَّفْي بمعنى (ما).


(١) في (ع): (الأفعال).

(٢) تكملة من (ع).

(٣) (وحرف الجر): ليس في (ع) و (مل).

(٤) في (مل) زيادة: (أو حرف جر).

(٥) في (ع): (للتوكيد).

(٦) في (ع): (لمنطلق).

(٧) في (ع): (وإذا).