الخبر مؤكداً دون الاسم، وهذا لا يجوز⁣^(⁣١)، ولكن نَحْمِلُهُ عَلى لُغَةِ مَنْ يجعل التثنية في الأحوال الثَّلاثِ⁣^(⁣٢) بالألف، وهي لُغَةُ بَلْحرث⁣^(⁣٣) بن كعب فيكون ذلك أولى.

  فإن قال قائل: فقد جاء في الشَّعرِ تأكيد الخبر، نحو قول الشاعر⁣^(⁣٤):

  ٣٥ - أم الحليس لعجورٌ شَهْرَ بَهُ

  تَرْضى مَنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهُ

  فأكد الخبر. قيل له: هذا من ضرورة الشِّعْرِ، والقُرآنُ لا يُحْمَلُ على الضرورة. وإنَّما دَخَلَت اللام على الخبر مع (إِنَّ) خاصة دون أخواتها، لقصد التوكيد، ولا يصح هذا المعنى في أخواتها، ألا ترى (أنَّ) المفتوحة الهمزة الْمُشَدَّدَةَ. ما بعدها في تأويل المصدر، فلَوْ دَخَلَتْ عليها اللام لدَخَلَتْ على مع

(١) جوز بعض النحاة في تخريجهم للآية أن تكون (إنّ) بمعنى (نعم) انظر إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥، والحجة لأبي زرعة: ٤٥٥، ومشكل إعراب القرآن للقيسي: ٢/ ٤٦٦ وما بعدها.

وانظر هذه الآية في: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ٢٥، ٥٠، والبحر المحيط: ٢/ ٢٥٥، ومعاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٤، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ١١٣، والحجة المنسوب لابن خالويه: ٢٤٢، والخصائص لابن جني: ٣/ ٦٥.

(٢) في (ع): (الثلاثة).

(٣) جاء في اللسان: «وقولهم: بلخرث لبني الحارث بن كعب من شواذ الإدغام؛ لأن النون واللام قريبا المخرج فلما لم يمكنهم الإدغام بسكون اللام حذفوا النون ...» انظر اللسان (حرث).

(٤) هو رؤبة بن العجاج، وينسب هذا الرجز أيضاً لعنترة بن عروس انظر الخزانة.

٣٥ - البيتان من مشطور الرجز. انظرهما في ملحقات ديوان رؤبة: ١٧٠، وشرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ١٣٠، ٧/ ٥٧، والمساعد: ١/ ٣٢٣، والخزانة: ٤/ ٣٢٨، واللسان (شهرب).

وانظر الأول منهما في الأصول: ١/ ٣٣٣، والمغني: ٢٥٤، ٢٥٧، وأوضح المسالك: ١/ ٢١٠، ٣٦٤، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٤٩٣، والهمع: ١/ ١٤٠، والمقاصد: ١/ ٥٣٤، ٢/ ١٥١.

الشهرية: العجوز الكبيرة.