باب (كان) وأخواتها
  بعض الاسم، وهذا لا يجوز. وأما (لكِنَّ) فَهِيَ للاستدراك، والتوكيد يُضادُّهُ فلا يجتمعان. ولا يصح أيضًا في (كَأَنَّ) لما فيها من معنى الفعل. ولا يصح دخول اللام على الفعل، ألا ترى أنَّكَ لا تقول: لَضَربَ زَيْدٌ عمراً. ولا يصح دخولها في (لَيْت) وَ (لَعَلَّ) ولهذا(١) المعنى لم يبق أن تدخل إلا على (إِنَّ) لما فيها من التوكيد. فإذا(٢) دخَلَتْ هذه اللام على ما بعدَ (عَلِمْتُ) وأخواتها عَلَقَتِ الفعلَ عن العمل، نحو قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ١٥٨}(٣)، كما إذا قلت: عَلمْتُ لَزَيْدٌ حاضر، ولولا اللامُ لَفُتحت (إنَّ)، فكان الفعل يَعْمَلُ فيما بعده ظاهراً، وإن كان يعمل في الموضع. وهذه الأفعال على ثلاثة أضرب: ضرب يَعْمَلُ /، وضرب يُلغى فلا يعْمَلُ، وضرب يُعلق، وسيجيء ذكره [في موضعه](٤) إن شاء الله.
  قال: «وَتُكْسَرُ (إِنَّ) في كل موضع لو طرحتها منه لكان (ما) بعدها مرفوعًا بالابتداء، تقول: إنَّ أخاك قائم، فتَكْسِرُ (إِنَّ)؛ لأنَّكَ لو طرحتها من هناك لَقُلْت: أخوك قائم. وتُفْتَحُ (إِنَّ) في كلِّ موضع لو طرحتها منه وما عملت فيه لصلَحَ في موضع الجميع (ذاك). ومعنى الكلام المصدر، تقول: بلغني أن زيداً قائم، فتفتح (أَنَّ)؛ لأنَّكَ لو طَرَحْتَها ومَا عَمِلَتْ فِيهِ لقُلْتَ: بلغني ذاك، ومعنى الكلام معنى المصدر، والتقدير(٥): بلغني قيام زيد».
(١) في الأصل: (ولهذه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (وإذا).
(٣) الصافات: (١٥٨).
(٤) زيادة من (ع).
(٥) (معنى المصدر، والتقدير): ليس في (ع) و (مل).