البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 169 - الجزء 1

  أي نَعَمْ هوَ ذاك⁣(⁣١). والهاء لبيان الحركة، وليست اسما».

  اعلم أنَّ (إِنَّ) المكسورة الهمزة لما وقعت بمعنى (نَعَمْ) لَمْ يكن لها اسم ولا خبر، وإِنَّما تقع جواباً بمعنى (نَعَمْ) وَ (أَجَلٌ). إلا أنَّهم أَوْرَدوا الهاء ليحافظوا على الحركة؛ لأنهم لو وقفوا بغيرها لزمَهُمْ أنْ يُسكنوها، وحركة المبني مما يُحافظ عليها. ولا يصح القول بأن الهاء⁣(⁣٢) اسم (إنْ)؛ لأنّها لو كانت كذلك لا فتَقَرَتْ إلى خبر، فلما لم يكن لها خبرٌ عُلِمَ أَنَّها ليس باسم.

  قال: «فَإِنْ عَطَفْتَ على اسم (إِنَّ) و (لكِنَّ) بعد خبرهما جاز لك النَّصْبُ على اللفظ والرَّفْعُ على موضع الابتداء، تقولُ: إِنَّ زيدًا لقائم وعمراً، وإن شئت قلت: وعمرو. وكذلك: لكن جعفراً مُنطَلقَ وَبَشْراً، وإِن شئت قلت: وبشر، ولا يجوز أن تعطف⁣(⁣٣) على معنى الابتداء مع بقية أخواتها لزوال معنى الابتداء منها. وتُشبه (لا) بـ (إن)».

  اعلم أنك إذا عطفت على اسم (إن) و (لكن) بعد تمام الخبر جاز لك الرفع والنَّصْبُ.

  أما النصب فمن وجه واحد، وهو أن تجعلهُ مَعْطُوفًا على اسم (إِنَّ) و (لكن). وأما الرفع فمن وجهين: أحدهما: أن تعطف على موضع (إنَّ) مع اسمها؛ لأن الموضع للمبتدأ. فإذا قلت: إنَّ زيداً كريم وعمرو، فالتقدير: زيد كريم وعمرو⁣(⁣٤).


(١) في (ع) و (مل): (كذلك).

(٢) في (ع): (لها)، وهو تحريف.

(٣) في (مل): (ولا يجوز العطف).

(٤) قوله: (فالتقدير: زيد كريم وعمرو) وهم ناسخ (ع) فأخره إلى ما بعد قوله (... على الضمير في الخبر).