باب (كان) وأخواتها
  الابتداء والخبر بما تضمن من معانيها، ألا ترى أنه لا يحسنُ في مُقابَلَتها (صَدَقْتَ) ولا (كذبت)، فلما زال معنى الابتداء عنها لم يصح العطف على الابتداء. فإن رفعت(١) ما بعد الخبرِ في (أَنَّ)(٢) وَ (لَيْتَ) و (لَعَلَّ) و (كَأَنَّ) كان معطوفًا على الضمير في الخبر على ما ذكرناه.
  أما النصب فعلى الاسم. فأما إذا عطفت على اسم (إِنَّ) قَبْلَ الخبر لم يكن فيه غير النصب، نحو قولك: إنَّ زيداً وعَمْرًا منطلقان. ويجوز أن يوحد الخبر في هذا الموضع، والاختيار مع (ثم) والفاء التَّوحيد، نحو قولك: إِنَّ زيداً ثُمَّ عَمْراً قائم، وتجوز التقنية، فأما مع (أو) و (لا) فالتوحيد.
  وأجاز (الفراء)(٣) العطف على اسم (إِنَّ) قبل الخبر إذا كان اسمها مما لا يظهر فيه الإعراب، نحو قولك: إنّي وزيد(٤)، وإن هذا وزيد و إِنَّ الذي عندَكَ وزيد قائمان فأجاز الرفع، وعليه أنشدوا(٥):
  ٤٢ - فَمَنْ يَكُ أَمْسَى فِي المَدِينَةِ دَارُهُ ... فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بها لغَريبُ
(١) في الأصل (وقعت) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في الأصل ضبطت (أنْ) وهو تحريف.
(٣) انظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٠ - ٣١١ كلامه على الآية (إِنَّ الذين آمنوا ...) (٦٩) المائدة، والمساعد ١/ ٣٣٦، وشرح الكافية الشافية ١/ ٥١٢ - ٥١٣.
(٤) (وزيد): ساقطة من (ع).
(٥) هو ضابئ البرجمي.
٤٢ - البيت من الطويل. ولم أقف على روايته (في المدينة داره) إلا: عند الأخفش والرواية المشهورة (رحله). وهو من أبيات قالها وهو في سجن عثمان في المدينة. وقيار: اسم جمله. وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣٨، وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٣١١، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ٨٢، والكامل: ١/ ٣٢٠، والشعر والشعراء: ١/ ٣٥١، ونوادر أبي زيد: ٨٢ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٢٨٤، ٦٧٦، والأصول: ١/ ٣١٢، والتبصرة: ١/ ٢١٠، والإنصاف: ١/ ٩٤، وابن يعيش: ٨/ ٦٨، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٥١٢، والمغني: ٥٢٧، والخزانة ٤/ ٣٢٣، واللسان (قير)، وعجزه في مجالس ثعلب: ١/ ٢٦٢، ٢/ ٥٣٠، والمغني: ٦٨٨، وأوضح المسالك: ١/ ٣٥٨، ٣٦٣، والهمع: ٢/ ١٤٤.