البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (كان) وأخواتها

صفحة 172 - الجزء 1

  يُروى برفع (قيار) / ونصْبِهِ. فَمَنْ رفعه جعله معطوفًا على موضع (إِنَّ) مع اسمها. ومن نصبه عطفه على اسم (إِنَّ). و (الكسائي)⁣(⁣١) يجيز الرفع مع الْمَكْني والظاهر. ولا يجوز ذلك عند البصريين؛ لأنَّك لا تعطف على شيءٍ قبل تمامه وموضع (إِنَّ) مع اسمها لا يتم إلا بالخبر.

  مسألة: إن سأل سائل عن ضمير الشأن والقصة في (إِنَّ) هل يجوز حذفه كما جاز حذف الضمير في (كَأَنَّ)، نحو قولنا: كأَنَّ زيد منطلق، فهل يجوز أن يقال: إِنَّ زيد منطلق؟

  قيل له: لا يجوز حذف الضمير مع (إِنَّ)؛ لأنَّه ضمير منصوب، والضمير المنصوب لا يدلُّ عليه الكلام فلا يجوز حذفه. وجاز حذف ضمير (كَأَنَّ)؛ لأنَّ الكلام يدل عليه.

  فإن قال فقول الشاعر⁣(⁣٢):

  ٤٣ - إِنَّ مَنْ لَامَ فِي بَني بِنْتِ حَسَانَ ... ألمَهُ وَأَعْصه في الخطوب

  هل هاهنا ضمير محذوف أم لا؟

  قيل له: الضمير حذف في هذا الموضع لضرورة⁣(⁣٣) الشعر، والدليل على ذلك أنَّه لا يجوز أن تكونَ (إِنَّ) دَخَلَتْ على (مَنْ)، وَتُجْعَلُ اسْمَهَا لِما فيه من معنى الشرط والجزاء؛ لأنها للتوكيد، فلا يصح دخولها على الشرط والجزاء، فلهذا كان التقدير: إِنَّهُ مَنْ لامَ، ثم حذف الهاء للضرورة.


(١) انظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٠ - ٣١١، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٥١٢ والمساعد: ١/ ٣٢٦.

(٢) هو الأعشى.

٤٣ - البيت من الخفيف. وهو في ديوانه: ٢٧ برواية: (مَنْ يلمني علي بني ابنة ...) وعلى هذه الرواية يفوت موضع الاستشهاد. وانظر سيبويه: ١/ ٤٣٩، والإيضاح: ١/ ١٢٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٢٩٥، والإنصاف: ١/ ١٨٠، وابن يعيش: ٣/ ١١٥، والمغني: ٦٧٠، والخزانة: ٢/ ٤٦٣، ٣/ ٦٥٤.

(٣) (لضرورة) رُسمت في الأصل و (ع): (لضرورت) بالتاء.