البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (لا) في النفي

صفحة 174 - الجزء 1

  وعند (الزجاج)⁣(⁣١) أنها فتحة إعراب. وقال (الزَّجَاجُ): ليست مبنيَّةً وإِنَّما شبهها - يعني (سيبويه) - بـ (خَمْسَةَ عَشَرَ)؛ لأنَّها لا تفارق ما تعمل فيه كما أنَّ (خَمْسَةٌ) لا يُفارقُ. (عَشَرَ). واحْتَجَّ (الزَّجَّاجُ) بقولهم: لا رَجُلَ ولا غلاما عندك، فنصب غلامًا على العطف. فقيل له: أَنْتَ تقولُ: لا رَجُلَ ظريف عندَكَ، فَتَبني (ظريف) مع (رَجُلٍ). فقال هذا فيه نظر، وهو قول بعضهم⁣(⁣٢). والذي يجب أن يُعْتَمَدَ في هذا الباب أنَّ (لا) لما دخلت على الأسماء النكرات ولم تفارقها وكثرت معها حذفوا التنوين منها، وبنوها على⁣(⁣٣) أخف الحركات، وهي الفتحة لكثرة⁣(⁣٤) دورانها، فصار الاسم الواقع بعد (لا) مبنيا على الفتحة كَما بُنِي (زيد) في النداء، في قولنا: يا زيد، على الضم.

  فإن قال قائل: فما الذي أوجب بناء هذا الاسم، وهو مُتَمَكِّن معناه في نفسه؟ قيل له: لَمّا كان هذا الاسم الواقع بعد (لا) مُلازما لـ (لا) ولم يقع غيره موقعه قل تمكنه فصار بقلة التّمَكُن مُشابِها للحروف مبني. وقال قوم⁣(⁣٥): لما كان الاسم ملاصقا لـ (لا) تنزَّلَ الاسم منزلَةَ جُزْء من الحرف، وبعض الحرف يكون مبنيا، فكذلك هذا الاسم وجب أن يكون مبنيا، ولَمّا بُنِي بَنوه⁣(⁣٦) على أخفٌ الحركات، وهي الفتحة. وقال قوم⁣(⁣٧): بنوه على ما كان يستحقه من الحركة في


(١) انظر شرح السيرافي: ٣ / الورقة: ٨٢/ (أ). وشرح الكافية للرضي: ١/ ٢٥٥.

(٢) هذا قول الأخفش انظر شرح الكافية الشافية: ١/ ٥٢٦ والمساعد: ١/ ٣٤٨.

(٣) (على): ساقطة من (ع).

(٤) في الأصل (لكسرة)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) لم أقف على مرجع حددهم، وانظر التبيين: مسألة رقم (٥٦) ص ٢٩٧، والإنصاف المسألة رقم) ٥٣) (١/ ٣٦٦).

(٦) سفي (ع): (ولما بني بني).

(٧) انظر الحاشية (٥).