باب (لا) في النفي
  هاء (خَمْسَةَ عَشَرَ)، والفتحة في فاء (ظريف) فتحة بناء أوجبها دخول (لا) عليها. وفي هذا(١) مسألةٌ تُلقى فَيُقالُ ما فَتْحَةُ بناء ثابت عن فتحة إعراب(٢) وهي فتحة لام (رَجُل).
  وإِن شئت أن تُجري الوصف على موضع الموصوف، وقد تقدم أنَّ موضعه رفع بالابتداء، فتقولُ: لا رَجُل ظريف عندك.
  قال: «ويُثَنّى بالتون، فتقولُ: لا غُلامَيْنِ لَكَ، وَلَا جَارِيَتَيْنِ عِندَكَ. وتقولُ: لا رَجُلَ أَفْضَلُ مِنْكَ، ترفَعُ (أَفْضَلَ)؛ لأَنَّهُ / خبر (لا)، كما يرتفعُ(٣) خبر (إنَّ)».
  اعلم أنك إذا أوقعت بعد الاسم المنفي لام الجر كان لك(٤) فيه وجهان، أحَدُهُما: أن تبني الاسم مع (لا) قبل اللام كما بنيبته مع غيرها من حروف الجر، تقول: لا غُلام لك، كما تقولُ: لا غُلامَ في الدار. وتكون اللام في موضع الخبر كما كانت (في)، هذا هو(٥) القياس.
  والوجه الثاني: أن تجعل الاسم الواقعَ بَعْدَ (لا) مضافًا إلى الكاف، واللام دخلت زائدة مؤكدة للإضافة، فيكون نصبا، ويَجْري مجرى المضاف في باب النداء. فإن ثنيت ما بعد (لا) أو جَمَعْتَهُ كان على هذا التقدير أيضا، تقول: لا غُلامين لك، كما تقولُ: لا غُلامين في الدّارِ، فيكون مبنيا مع (لا) وثبتت النون(٦). وإن لم يثبت التنوين في المفرد لقوتها بالحركة؛ ولأنها تكون إعراباً،
(١) في الأصل: (هذه)، وما أثبته من (ع).
(٢) في (ع): (بناء) وهو وهم.
(٣) في (ع) و (مل): (تَرفَعُ).
(٤) (لك): ساقطة من (ع).
(٥) في (ع): (... في» كذلك، وهو القياس).
(٦) انظر الكتاب: ١/ ٣٤٨.