البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب (لا) في النفي

صفحة 182 - الجزء 1

  وتثبت وصلاً ووَقْفًا.

  وقال قوم⁣(⁣١): هو مُعْرَب منصوب؛ لأنا لم نجد في الكلام شيئين ركب رُكِّـ أحدهما مع الآخر، وأحدهما مُثَنَّى أو مجموع.

  فأما قولُهُمْ: لا غُلامي لَكَ، فهذا مضاف والياء علامةُ النَّصْبِ، وسقطَتِ النّونُ للإضافة إلى الكاف، واللام زائدةٌ مُقحمةٌ مؤكدةً، وهذه اللام لا تُزادُ إلا مع (لا) أو في النداء، نحو قوله⁣(⁣٢):

  ٤٩ - ... ... ... ... ... يا بُؤْسَ لِلْجَهْلِ ضَرَاراً لأقوام

  وأصل هذا عند (سيبَوَيْهِ)⁣(⁣٣): أنَّ الإضافة قد وقعت قبل اللام، وهي في نيَّةِ التنوين المانع من تعريف الإضافة / كما لا يتعرفُ إضافة (مِثْل) إلى (زيد)⁣(⁣٤) في قولك: لا مثل زيد فإذا قلت: لا أبا لك ولا مُسلِمي لكَ، فالأصل لا أباك ولا مسلميك، وقد جاء ذلك في الشعر قال الشاعر⁣(⁣٥):

  ٥٠ - وَقَدْ مَاتَ شَمَاعٌ وَمَاتَ مُزرِّدٌ ... وَأَيُّ كَريم لا أباك مُخَلَّدُ


(١) هذا قول المبرد. انظر المقتضب: ٤/ ٣٦٦، وشرح الكافية للرضي: ١/ ٢٣٥ - ٢٣٦، ٢/ ١٧٣ وشرح المفصل: ٢/ ١٠٦، والمغني: ١/ ١٩٤.

(٢) هو النابغة الذبياني.

٤٩ - عجز بيت من البسيط، صدره: (قالت بنو عامر خالوا بَني أَسَد) انظر ديوانه: ٢٢٨، والجمل للزجاجي: ١٨٧، والأصول: ١/ ٤٥١، والإنصاف: ١/ ٣٣٠. وعجزه في سيبويه: ١/ ٣٤٦، والمساعد: ٢/ ٤٨٨. وصدره في طبقات فحول الشعراء: ١/ ٥٧.

(٣) الكتاب: ١/ ٣١٥، ٣٤٥ - ٣٤٦.

(٤) العبارة مضطربة ومراده: كما لا يتعرف لفظ (مثل) بإضافته إلى (زيد) ...

(٥) غير معروف، إلا أنَّ صاحب الخزانة صوب روايته: (... لا أباك يُمَتَّعُ) ونسبه إلى مسكين الدارمي. (٥٠) س البيت من الطويل. وهو من شواهد المبرد في المقتضب: ٤/ ٣٧، والكامل: ٢/ ١٤٢، ٣/ ٢١٨ والرواية فيهما (يُخَلَّدُ)، وانظر الأصول: ١/ ٤٧٦، وابن يعيش: ٢/ ١٠٥، والمساعد: ١/ ٣٤٤، والخزانة: ٢/ ١١٦، شماخ ومزرد ابنا ضرار أخوان شقيقان وصحابيان و شاعران انظر الشعر والشعراء: ١/ ٣١٥، والإصابة: ٢/ ١٥٤، ٤/ ٤٠٥.