باب المفعول به
  فتكون على ضُروب: منها: وَجَدْتُ على الرَّجُل، بمعى غَضِبْتُ عَلَيْهِ، فهذه لا تتعدى إلا بحرف جر. الثاني: وَجَدْتُ في الحزن وجدا، أي زادَ حُزْني، وهذه أيضاً لا تتعدى إلا بحرف جر. [وَ](١) (وَجَدْتُ) بمعنى اسْتَغْنَيْتُ بِمَثابَتِهما(٢). وَوَجَدْتُ الدابَّةَ، أَي أَصَبْتُها، فهذه تتعدّى إلى مفعول واحد و (وَجَدْتُ) بمعنى (عَلمْتُ) تتعدى / إلى مفعولين.
  فأما (رَأَيْتُ) فتكون من رؤية العين فتتعدّى إلى مفعول واحد، تقول(٣): رأَيْتُ زَيْداً، وتكون بمعنى الاعتقادِ كما تقولُ: فلانٌ يَرَى رَأْي(٤) أَبِي حَنِيفَةَ ورأي الشافعي، قال الشاعرُ(٥):
  ٥٨ - وَإِنَّا لَقَوْمٌ لا نَرى القَتْلَ سُبة ... إِذا ما رَأَتُهُ عَامِرٌ وَسَلُولُ
  أي لا نعتقد، فهذه تتعدّى إلى مفعول واحد وما بعده منصوب على الحال. وتكونُ (رَأَيْتُ) بمعنى (عَلَمْتُ) وهو عَقْدُ(٦) الباب.
  فأما (زَعَمْتُ) فهو قول يَتْبَعُهُ سوءُ اعتقاد، ويُعَبَّر به عن العِلْمِ وعن الظَّنِّ
(١) زيادة من (ع).
(٢) في (ع): (بمثابتها)، وهو تصحيف.
(٣) في (ع): (فتقول).
(٤) في الأصل: (يرى واسمه أبي ...) وهو وَهُم، والتصويب من (ع).
(٥) هو السموال بن عادياء، كما في الأمالي. وقال المرزوقي: عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي وقيل: للسموال.
٥٨ - البيت من الطويل. وهو في ديوان السموأل: ٩١، وانظر أمالي القالي: ١/ ٢٦٩، وشرح الحماسة للمرزوقي: ١/ ١١٤، واللسان: (سلل) والرواية فيه: (إِنَّا أناس ...). عامر وسلول: حيان من العرب.
(٦) (علمت وهو عقد): ساقط من (ع).