باب الحال
  أن يكون قصد النَّعْتَ فلمّا كان الأوَّلُ معرفةً، والثاني نكرةً انْقَطَعَ منه ومنه وخالفه.
  قال: «فإن لم يكن العامل متصرفا لم يجز تقديم الحال عليه، تقول(١): هذا زيد قائما، فتَنْصِبُ (قائماً) على الحال بما في (هذا) من معنى الفعل؛ لأنَّ (ها) للتنبيه و (ذا) للإشارة، فكأنَّكَ قُلْتَ: أنبه عليه قائما، وأشير إليه قائما. ولو قُلْت: قائما هذا زَيْدٌ، لم يجز؛ لأنَّ (هذا) لا يتصَرَّفُ(٢)».
  اعلم أنَّ العامل في الحال إذا كان غير فعل ضَعُفَ عن العمل مُقَدَّمًا ومُؤَخَّراً، فعَمِلَ في الحال مُؤَخَّرَةً؛ لأنَّ التَّأخير هو الرُّتْبَةُ. وإِنَّما ضَعُفَ عن العمل مُقدَّماً؛ لأنَّه معنى الفعل، وليس بفعل. وهذا المعنى لا يعمل مثله في المفعول، وإنما عمل في الحال بضرب من المشابَهَةِ، ألا ترى أنَّهُ إذا خلا الكلام من معنى الفعل لا يجوز النَّصْبُ، فلا تقولُ: زيد أخوك قائما، إلا أن تجعل الأخوة من الصداقة، فيكونُ فيها معنى الفعل، فيجوز حينئذ، ألا ترى أنَّ الحروف المشابهة للأفعال لا تَعْمَلُ إِلا على التأخير، ولا تُقَدَّمُ أخْبارُها على أسمائها، كما قدم خبر (كانَ) وأخواتها، وما أشبه ذلك.
(١) في (مل) زيادة: (في غير المتصرف).
(٢) في (مل) زيادة: (قال جرير:
هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لَوْ شِئْتُ سَاقَكُمْ إِلَيَّ قَطينا
فتنصب (خليفة) بـ (هذا) أو بالظرف). البيت من الكامل. من قصيدة يهجو بها الأخطل وتغلب. انظر ديوانه: ٤٧٧، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٧٦.