باب الحال
  قال: «وتقولُ: زيد في الدَارِ قائِمًا، فتَنْصِبُ (قائِمًا) على الحالِ بالظُّرْفِ. ولو قلت: زيد قائما في الدارِ لَمْ يجُز؛ لأنَّ الظرف لا يَتَصَرَّفُ، وتقولُ: مررت بزيد جالسًا، ولو قلت: مررتُ جالسًا بزيد، والحال لـ (زيد) لم يجز؛ لأن حال(١) المجرور لا يتقدم عليه. وتقول: مررتُ بهند(٢) جالسةً، ولا يجوز: مرَرْتُ جالسةً بهند؛ لأنَّ حال المجرور لا يتقدم عليه».
  اعلم أن الظرف لما كان غير مُتَصَرِّف لم يعمل في الحال؛ إلا أن تكون مؤخَّرَةً، فلا تقول: قائما في الدارِ زيد، ولا: زيد قائما في الدارِ. وإِنَّما قولنا (في الدار) فيه معنى الفعل، وجاز أن يرفع الضمير؛ فلهذا جاز أنْ تَنْصبَ الحال، ولو رفعت (قائِماً) لكان خبر المبتدأ. فأما(٣) قولك: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ جَالِسًا، إِنْ جَعَلْتَ الحال من التاء لم يجُزْ؛ لأنَّ المرور يُنافي الجلوس، فَإِنْ قُلْتَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ / راكِبًا، فإِنْ جَعَلْتَ الحال من النّاءِ جاز، تقدَّمَتِ الحال أو(٤) تَأَخَّرَتْ؛ لأَنَّ (مَرَرْتُ) فعل، وإِنْ جَعَلْتَهُ لـ (زيد) لم يجز أن تتقدم عليه؛ لأنَّ الناء لا تَتَصَرُّف، فلا يُتَصَرُّف في معمولها. وقد تكون الحال للفاعل، وقد تكون للمفعول، فإذا قلت: لقيتُ زيداً ضاحكا، فالحالُ للمفعول. وإذا(٥) قُلتَ: جاءَني زيد ضاحكا، فالحالُ
(١) في الأصل: (الحال)، بإقحام الألف واللام، والتصويب من (ع).
(٢) في الأصل (بهد)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) في (ع): (وأما).
(٤) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).
(٥) في (ع): (فإذا).