البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثاني نظرة في الكتاب

صفحة 32 - الجزء 1

  وهو في أخذه عن البصريين لا يسميهم في أغلب الأحيان، فإذا أراد أن يذكر بعدهم قول الكفوين يذكرهم فيقول: «هذا مذهب البصريين ين وعند الكوفيين ...»⁣(⁣١)، وكذلك عندما ينقل اختلافهم في مسألة ما نجده يذكرهم بأسمائهم أو يقول: «وقال قوم «أو» وقال بعضهم «أو» ومن الناس من يقول⁣(⁣٢)». وقد يكون الرأي الذي يعرضه بعد هذه العبارات هو رأي سيبويه نفسه⁣(⁣٣). ويسميهم أيضا حين يعرض لانفراد بعضهم برأي ما. وهو إذ يسميهم: يتخذ منهم أربعة مواقف:

  أولاً: أن يعرض آراءهم وأقوالهم دون ترجيح أو رد أي منها:

  من ذلك ما قاله في جواز تقديم خبر (ليس) عليها: فأما (ليس) فسيبويه يجيز تقديم خبرها عليها، وغيره يأباه لنقصان تمكنها ولكونها حرفًا» (١٤٦ وما بعدها).

  وفي تعليله لمجيء الحال معرفة في قولهم: «جاؤوا الجماء الغفير» قال: «فأما الجماء الغفير فذكر الخليل أنهم أدخلوا فيه الألف واللام على نية ما لم يدخلوا. وقال سيبويه: انتصابه كانتصاب العراك.» (٢٢٤).

  وعندما عرض خلافهم في جواز تقديم التمييز على عامله إذا كان العامل فعلاً قال: «.. فإذا كان العامل فعلاً فإن المازني وأبا العباس يجيزان تقديم المفعول (أي التمييز) على الفعل، وكان سيبويه لايرى ذلك ...» (٢٢٦).

  وفي كلامه على الهاء في نحو (رأيته) يقول: «وتقول للغائب (رأيته) فالهاء هي الضمير، وهي اسم ولما أشبعوا ضمها لحقتها واو لا تثبت في خط ولا


(١) انظر مثلاً: ٧٨، ١٢٠، ١٣٩، ٢١٩، ٣٦٠، ٣٩٥، ٤٠٠، ٤١٥، ٤٧٢.

(٢) انظر مثلاً: ١٧٤، ٣٣٩، ٣٨٩، ٤٤٣، ٥٦١.

(٣) انظر: ٤٩، ٦١، ١٩١، ٣٨٤.