الفصل الثاني نظرة في الكتاب
  وهو في أخذه عن البصريين لا يسميهم في أغلب الأحيان، فإذا أراد أن يذكر بعدهم قول الكفوين يذكرهم فيقول: «هذا مذهب البصريين ين وعند الكوفيين ...»(١)، وكذلك عندما ينقل اختلافهم في مسألة ما نجده يذكرهم بأسمائهم أو يقول: «وقال قوم «أو» وقال بعضهم «أو» ومن الناس من يقول(٢)». وقد يكون الرأي الذي يعرضه بعد هذه العبارات هو رأي سيبويه نفسه(٣). ويسميهم أيضا حين يعرض لانفراد بعضهم برأي ما. وهو إذ يسميهم: يتخذ منهم أربعة مواقف:
  أولاً: أن يعرض آراءهم وأقوالهم دون ترجيح أو رد أي منها:
  من ذلك ما قاله في جواز تقديم خبر (ليس) عليها: فأما (ليس) فسيبويه يجيز تقديم خبرها عليها، وغيره يأباه لنقصان تمكنها ولكونها حرفًا» (١٤٦ وما بعدها).
  وفي تعليله لمجيء الحال معرفة في قولهم: «جاؤوا الجماء الغفير» قال: «فأما الجماء الغفير فذكر الخليل أنهم أدخلوا فيه الألف واللام على نية ما لم يدخلوا. وقال سيبويه: انتصابه كانتصاب العراك.» (٢٢٤).
  وعندما عرض خلافهم في جواز تقديم التمييز على عامله إذا كان العامل فعلاً قال: «.. فإذا كان العامل فعلاً فإن المازني وأبا العباس يجيزان تقديم المفعول (أي التمييز) على الفعل، وكان سيبويه لايرى ذلك ...» (٢٢٦).
  وفي كلامه على الهاء في نحو (رأيته) يقول: «وتقول للغائب (رأيته) فالهاء هي الضمير، وهي اسم ولما أشبعوا ضمها لحقتها واو لا تثبت في خط ولا
(١) انظر مثلاً: ٧٨، ١٢٠، ١٣٩، ٢١٩، ٣٦٠، ٣٩٥، ٤٠٠، ٤١٥، ٤٧٢.
(٢) انظر مثلاً: ١٧٤، ٣٣٩، ٣٨٩، ٤٤٣، ٥٦١.
(٣) انظر: ٤٩، ٦١، ١٩١، ٣٨٤.