البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب / حتى

صفحة 262 - الجزء 1

  أوجه⁣(⁣١):

  ٨٧ - ألقى الصَّحِيفَةَ كَيْ يُخَفِّفَ رَحْلَهُ ... وَالزَادَ حَتَّى نَعْلَهُ أَلْقاها

  برفع (النَّعْلِ)، ونصبها، وجَرِّها. فمن رفعها فبالابتداء، وجعلَ (أَلْقاها) خبراً عنها. ومن نصبها عطفها على (الزَّادِ) وجعلَ (أَلْقاها) توكيدا⁣(⁣٢)، وإِنْ شاءَ نَصَبَها بفعل مُضْمَر، تكونُ (أَلْقاها) تفسيراً لها⁣(⁣٣). ومَنْ جَرَّها فَبِ (حَتّى) وجَعَلَ (أَلْقاها) توكيداً أيضًا. قال جرير:

  ٨٨ - فَما زالَتِ القَتْلى تَمُجُ دِماءَها ... بدجلَةَ حَتَّى ماء دجلَةَ أَشْكَلُ».

  اعلم أنَّ الضرب الثاني من معاني (حتّى) أن تكون عاطفة فيشترك ما بعدها في إعراب ما قبلها بمنزلة الواو، إلا أنَّها لَمّا كانت أضعف من الواو أظهروا بعدها الفعل فقالوا: ضَرَبْتُ القومَ حتّى زيداً ضَرَبْتُهُ، فيكون الواقع بعدها جملةً من الكلام؛ ليُفَرِّقوا بذلك بين كونها عاطفةً وبين كونها جارةً إذا كانت غايةً.


(١) هو أبو مروان النحوي، وقيل المتلمس انظر المقاصد: ٤/ ١٣٤، والخزانة: ١/ ٤٤٦.

٨٧ - البيت من الكامل. وهو في ديوان المتلمس: ٣٢٧، وسيبويه: ١/ ٥٠، والجمل: ٨١، والأصول: ١/ ٥١٧، والتبصرة: ١/ ٤٣٣، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٢١١، والمغني ١٢٣، ٢٠٥، ٢١٤ وأوضح المسالك: ٣/ ٣٦٥، والمساعد: ٢/ ٢٧٢، ٤٥٢، والخزانة: ١/ ٤٤٥، ٤/ ١٤٠، والمقاصد: ٤/ ١٣٤، والهمع: ٢/ ٢٤، ١٣٦.

(٢) في (مل): (توكيدا له).

(٣) في (مل): (له) أي للفعل. و (لها) أي للجملة.

٨٨ - البيت من الطويل.

وهو في ديوانه: ٣٦٧ برواية (... تمور دماؤها) وانظر الجمل للزجاجي: ٢٦، والمرتجل: ٣٤٤، وابن يعيش: ٨/ ١٨، والمغني: ١٣٧، والخزانة: ٤/ ١٤٢، والمقاصد: ٣/ ٣٦٨، والأشموني: ٣/ ٣٠٠، والهمع: ٢/ ٢٤، واللسان: (شكل). وعجزه في المغني: ٤٣٢، والهمع: ١/ ٢٤٨. والأشكل: اختلاط البياض والحمرة.