باب الوصف
  المبهم دَخَلَ وُصْلَةٌ لخروج ما فيه الألف واللام عن العهد إلى الحضور، فلم يوصف(١) إلا بما فيه الألف واللام.
  وما فيه الألف واللام فيوصف بما فيه الألف واللام، وبما أضيف إلى ما فيه الألف واللام، نحو قولك: مررتُ بالرَّجُلِ الحَسَنِ، ومَرَرْتُ بِالرَّجُلِ ذي المالِ وصاحب المدينة، وأشباه ذلك.
  فأما ما أُضيف إلى المعرفة فيوصف بثلاثة أشياء: بما أُضيف كإضافته، وبالألف واللام، وبالأسماء المبهمة، نحو قولك: مررتُ بصاحبك أخي زيد، ومَرَرْتُ بصاحبك الطويل، ومررت بصاحبك هذا.
  قال: «والأسماء المضمَرَةُ لا توصف؛ لأنَّها إِذا أَضْمِرَتْ فقد عُرفَتْ فلم تحتج إلى الوصف، لذلك تقول في النكرة: جاءَنِي رَجُلٌ عاقل، ورَأَيْتُ رَجُلاً عاقلاً، ومررت برجل عاقل. [وَ](٢) تقولُ في المعرفة: هذا زيد العاقل، ومررت بزيد العاقل، ورأيتُ زيداً العاقل».
  اعلم أن الأسماء على ثلاثة أضرب: ضَرْب يوصَفُ ولا يُؤكَّد، وهو النَّكرات؛ لأن الوصف يُقربه من المعرفة. وضرب يُؤكَّد ولا يوصف، وهو المضمر وقد ذكرناهما. وضرب يُؤكد ويوصف، وهو أسماء الأعلام، وقد بينا أيضًا أنَّ العَلَمَ يوصف بما فيه الألف واللام، ولا يجوز أن تقول: مررتُ بزَيْدِ عاقل؛ لأنَّ النَّكِرَةَ لا
(١) في الأصل: (فَلَمْ توصف الأسماء إلا بما فيه ...) وتصح هذه العبارة بزيادة لفظ (هذه) قبل (الأسماء) أو بزيادة لفظ (المبهمة) بعد (الأسماء) وآثرت عبارة (ع) على أن أزيد لفظاً.
(٢) تكملة من (ع) و (مل).