باب التوكيد
  وقولهم: (لولاكَ) وَ (لَوْلايَ)، فبَيْنَ (يُونُسَ) و (الخليل) خلاف فيهما(١) يَطولُ شَرْحُهُ. وهي لغةٌ قليلةٌ.
  وعند (سيبويه) يكون موضع المضمر مجرورا(٢)، وعند (الفراء) موضعه(٣) رفع بالابتداء، واختاره أبو الحسن(٤). فأما الذي يدل على أنَّ (كلا) وَ (كلتا) مفرد غير مثنى قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}(٥) وَلَمْ يَقُلْ (آتَنا)، والإخبار عن المفرد بمفرد وعن التقنية بتثنية، وقول الشاعر(٦):
  ٩٢ - كلانا عَني عَنْ أَخِيهِ حَياتَهُ ... ونَحْنُ إِذا مُنْنَا أَشَدُّ تَعَانيا
  وقولُ الآخَرِ(٧):
  ٩٣ - أَكاشِرُهُ وَأَعْلَمُ أَنْ كلانا ... على ما ساء صاحبَه - حريص
(١) لم أقف على الخلاف بين الخليل ويونس في كتاب مما وقفت عليه من كتب النحو، وسيبويه يورد المسألة ويقول: «هذا قول الخليل ويونس» فهذا يشير إلى أن رأيهما فيها واحد، ولا خلاف بينهما. الكتاب: ١/ ٣٨٨، وشرح المفصل: ٣/ ١٢١.
(٢) الكتاب: ١/ ٣٨٨.
(٣) في (ع): (يكون موضعه رفعا).
(٤) أي الأخفش الأوسط انظر المقتضب: ٣/ ٧٣. والكامل: ٣/ ٣٤٥، وفيه أيضا تجد رأي المبرد الذي أنكر هذا جملةً، والمغني: ٣٠٣، والمساعد على التسهيل: ٢/ ٢٩٤، والأمالي الشجرية: ١/ ١٨٠ - ١٨٢، ٢/ ٢١٢.
(٥) الكهف: (٣٣).
(٦) هو عبد الله بن جعفر أو المغيرة بن حبناء.
٩٢ - البيت من الطويل. انظر المغني: ٢٢٤، والمساعد: ٢/ ٣٤٣، ٣٥٠، والتصريح: ٢/ ٣٤، والأشموني: ٢/ ٢٦٠، والدرر: ٢/ ٦٠، واللسان: (غنا). وصدره في أوضح المسالك: ٣/ ١٣٨.
(٧) غير معروف.
٩٣ - البيت من الوافر. وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٤٤٠، وانظر المقتضب: ٣/ ٢٤١، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٨٨، والإنصاف: ١/ ٢٠١، ٢/ ٤٤٣، وابن يعيش: ١/ ٥٤. المكاشرة ظهور الأسنان عند التبسم.