البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التوكيد

صفحة 285 - الجزء 1

  وقولهم: (لولاكَ) وَ (لَوْلايَ)، فبَيْنَ (يُونُسَ) و (الخليل) خلاف فيهما⁣(⁣١) يَطولُ شَرْحُهُ. وهي لغةٌ قليلةٌ.

  وعند (سيبويه) يكون موضع المضمر مجرورا⁣(⁣٢)، وعند (الفراء) موضعه⁣(⁣٣) رفع بالابتداء، واختاره أبو الحسن⁣(⁣٤). فأما الذي يدل على أنَّ (كلا) وَ (كلتا) مفرد غير مثنى قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}⁣(⁣٥) وَلَمْ يَقُلْ (آتَنا)، والإخبار عن المفرد بمفرد وعن التقنية بتثنية، وقول الشاعر⁣(⁣٦):

  ٩٢ - كلانا عَني عَنْ أَخِيهِ حَياتَهُ ... ونَحْنُ إِذا مُنْنَا أَشَدُّ تَعَانيا

  وقولُ الآخَرِ⁣(⁣٧):

  ٩٣ - أَكاشِرُهُ وَأَعْلَمُ أَنْ كلانا ... على ما ساء صاحبَه - حريص


(١) لم أقف على الخلاف بين الخليل ويونس في كتاب مما وقفت عليه من كتب النحو، وسيبويه يورد المسألة ويقول: «هذا قول الخليل ويونس» فهذا يشير إلى أن رأيهما فيها واحد، ولا خلاف بينهما. الكتاب: ١/ ٣٨٨، وشرح المفصل: ٣/ ١٢١.

(٢) الكتاب: ١/ ٣٨٨.

(٣) في (ع): (يكون موضعه رفعا).

(٤) أي الأخفش الأوسط انظر المقتضب: ٣/ ٧٣. والكامل: ٣/ ٣٤٥، وفيه أيضا تجد رأي المبرد الذي أنكر هذا جملةً، والمغني: ٣٠٣، والمساعد على التسهيل: ٢/ ٢٩٤، والأمالي الشجرية: ١/ ١٨٠ - ١٨٢، ٢/ ٢١٢.

(٥) الكهف: (٣٣).

(٦) هو عبد الله بن جعفر أو المغيرة بن حبناء.

٩٢ - البيت من الطويل. انظر المغني: ٢٢٤، والمساعد: ٢/ ٣٤٣، ٣٥٠، والتصريح: ٢/ ٣٤، والأشموني: ٢/ ٢٦٠، والدرر: ٢/ ٦٠، واللسان: (غنا). وصدره في أوضح المسالك: ٣/ ١٣٨.

(٧) غير معروف.

٩٣ - البيت من الوافر. وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٤٤٠، وانظر المقتضب: ٣/ ٢٤١، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٨٨، والإنصاف: ١/ ٢٠١، ٢/ ٤٤٣، وابن يعيش: ١/ ٥٤. المكاشرة ظهور الأسنان عند التبسم.