البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب البدل

صفحة 291 - الجزء 1

  النكرة. وقوله تعالى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}⁣(⁣١) فهذا بدل النكرة من المعرفة، وباقي الكلام مفهوم.

  قال: «وَعِبْرَةُ البَدَلِ أنْ يَصح بحذف⁣(⁣٢) الأول وإقامة الثاني مقامه، تقولُ في بَدَل الكُلِّ: قام زيدٌ أَخوكَ، ورَأَيْتُ أَخَاكَ جَعْفَراً.

  وتقولُ في بدل البعض: ضَرَبْتُ زيدًا رَأْسَهُ، ومَرَرْتُ بِقَومِكَ ناس مِنْهُمْ.

  وتقولُ في بَدَل الاشتمال: يُعْجِبُني زيدٌ عَقْلُهُ، وَعَجِبْتُ مِنْ جَعْفَرٍ جَهْلِهِ وغباوته.

  وتقول في بدلِ الغَلَط⁣(⁣٣): عَجِبْتُ من زيدٍ عَمْرٍو، وَأَكَلْتُ خَبْرًا تَمْرًا، ورَكِبْتُ فَرَسًا حمارًا، غَلطت فأبدلت الثاني من الأول.

  قال الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٤) فهذا بدلُ الكُلِّ.

  وقال اللَّهُ سُبحانهُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣(⁣٥) فهذا بَدَلُ البَعْض.

  وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}⁣(⁣٦) فهذا بَدَلُ


(١) العلق: (١٥) و (١٦).

(٢) في (مل): (يَصلُح بحذف)، وفي (ع): (يصلح لحذف)، وقوله (لحذف) تحريف.

(٣) في (مل): زيادة: (والنسيان).

(٤) الفاتحة: (٦) و (٧).

(٥) آل عمران: (٩٧). و (حج) بفتح الحاء كما ضبطت في الأصل و (ع) هي رواية أبي بكر عن عاصم وبها قرأ ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وابن عامر، وقرأ باقي السبعة (حج) وبها قرأ حفص عن عاصم السبعة ٢١٤.

(٦) البقرة: (٢١٧).