باب البدل
  النكرة. وقوله تعالى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}(١) فهذا بدل النكرة من المعرفة، وباقي الكلام مفهوم.
  قال: «وَعِبْرَةُ البَدَلِ أنْ يَصح بحذف(٢) الأول وإقامة الثاني مقامه، تقولُ في بَدَل الكُلِّ: قام زيدٌ أَخوكَ، ورَأَيْتُ أَخَاكَ جَعْفَراً.
  وتقولُ في بدل البعض: ضَرَبْتُ زيدًا رَأْسَهُ، ومَرَرْتُ بِقَومِكَ ناس مِنْهُمْ.
  وتقولُ في بَدَل الاشتمال: يُعْجِبُني زيدٌ عَقْلُهُ، وَعَجِبْتُ مِنْ جَعْفَرٍ جَهْلِهِ وغباوته.
  وتقول في بدلِ الغَلَط(٣): عَجِبْتُ من زيدٍ عَمْرٍو، وَأَكَلْتُ خَبْرًا تَمْرًا، ورَكِبْتُ فَرَسًا حمارًا، غَلطت فأبدلت الثاني من الأول.
  قال الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}(٤) فهذا بدلُ الكُلِّ.
  وقال اللَّهُ سُبحانهُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}(٥) فهذا بَدَلُ البَعْض.
  وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}(٦) فهذا بَدَلُ
(١) العلق: (١٥) و (١٦).
(٢) في (مل): (يَصلُح بحذف)، وفي (ع): (يصلح لحذف)، وقوله (لحذف) تحريف.
(٣) في (مل): زيادة: (والنسيان).
(٤) الفاتحة: (٦) و (٧).
(٥) آل عمران: (٩٧). و (حج) بفتح الحاء كما ضبطت في الأصل و (ع) هي رواية أبي بكر عن عاصم وبها قرأ ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وابن عامر، وقرأ باقي السبعة (حج) وبها قرأ حفص عن عاصم السبعة ٢١٤.
(٦) البقرة: (٢١٧).