البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 298 - الجزء 1

  بما بدأ الله به⁣(⁣١) (⁣٢).

  والجواب عن ذلك أن الإسْلامَ كانَ أهَم في ذلك الوقت؛ فلهذا قال له⁣(⁣٣) قَدَّمْهُ. وأما الصفا والمروة فَسُؤالُهُمْ عن ذلك يدلُّ على أنَّهم [ما]⁣(⁣٤) عَرَفوا أنَّ الواو للجمع والترتيب [وَإِنْ]⁣(⁣٤) وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ، ولا يمتَنِعُ أَنْ يَرِدَ الشَّرْعُ بِشَيْءٍ مُخالِف للغة. وكذلك من أوجب الترتيب في أعضاء الوضوء، فإنَّما يوجبه بدليل شرعي لا باللُّغَةِ. وما حكوه عن (الفَرّاءِ) وَ (تَعْلَب) فَغَيْرُ مَعروف فلا يصح التَّعلق به.

  وأما الفاء فهي تَعْطِفُ ويكون الثاني عقيب الأوَّلِ بلا مُهْلَةٍ كقولك: ضَرَبْتُ زيداً فبكي، وأعْطَيْتُهُ / فَاسْتَغْنى، وهذا معنى قوله: التَّفَرُّق على مواصلة؛ أي: أَنَّكَ إِذا قلت: جاءَ زِيدٌ فَعَمْرُو تُريدُ أَنَّهُما افترقا في المجيء، ولكن الثاني بعد الأول⁣(⁣٥) بلا مُهْلَةٍ. فإن قيل: فقد قالَتِ العرب: (مُطِرْنَا مَا بَيْنَ زُبالَةَ فَالثّعْلَبِيَّةِ)⁣(⁣٦)


(١) أخرجه مسلم من حديث جابر بلفظ (نبدأ) انظر مسلم بشرح النووي: ٨/ ١٧٧، وكذلك أبو داود الطيالسي في مسنده انظر منحة المعبود: ١/ ٢١٦، وأبو داود: في سننه (المختصر: ٢/ ٣٩٠)، والنسائي: ٥/ ٢٣٩، ٥/ ٢٤١، والترمذي: ٣/ ٥٠٧ والدارقطني بلفظ (أبدأوا): ٢/ ٢٥٤، والإلمام: ٢٨ الحديث رقم (٥٦). وابن الجارود في المنتقى: ٣٦٦ الحديث رقم (٤٦٩)، والطبراني في المعجم الصغير: ١/ ٦٩، وابن خزيمة في صحيحه: ٤/ ٢٣٠، وانظر ما كتبه الحافظ ابن حجر في تلخيص التحبير: ١/ ٢٥٠، والشيخ الألباني في كتابه حجة النبي : ٥٨ - ٥٩.

(٢) انظر رأي الشافعي ومن وافقه من الفقهاء في ا الاستذكار: ١/ ١٨٥ وما بعدها.

(٣) في (ع): (قال: لو قدمه).

(٤) تكملة.

(٥) في الأصل: (بعد ذلك)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٦) زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة تقع بين واقصة والثعلبية، وهي قرية عامرة بها أسواق. الثعلبية: من منازل طريق مكة الكوفة، تقع بين الشقوق والخزيمية. انظر معجم البلدان (زبالة): ٣/ ١٢٩، والثعلبية: ٢/ ٧٨، ومراصد الاطلاع: (زبالة): ٢/ ٦٥٦، (الثعلبية): ١/ ٢٩٦، واللسان (زبل) و (ثعلب). والقول في شرح الكافية للرضي: ٢/ ٣٦٥.