باب العطف وهو النسق
  الثاني(١) نحو قولك: هَلْ زيد عندَكَ أَمْ عمرو؟ معناه: بَل أَعِنْدَكَ(٢) عَمْرُو؟ تركت السؤال الأَوَّلَ وأَخَذَت في السؤال الثاني(٣). وقد تقع في هذا الوجه بعد الخبر، تقولُ: قام زيد أم قعد عَمْرُو معناه: بَلْ أَقَعَدَ(٤) عَمْرُو؟ ومثلها من كلامهم: إنَّها لإبل أم شاء(٥)، مضى صَدرُ كلامه على اليقين ثُمَّ أَدْرَكَهُ الشَّكُ فَاسْتَثْبَت فيما بعد فقالَ: أَمْ شَاء إِلا أَنَّ ما بعد (بَلْ) مُتَحَقِّق، وما بعد (أَمْ) مشكوك فيه مسؤول عنهُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ:
  ١٠١ - هَلْ ما عَلِمْتَ وَمَا اسْتَودَعْتَ مَكْتُومُ ... أَمْ حَبْلُهَا إِذْ نَأَتْكَ اليَوْمَ مَصْرُومُ
  أمْ هَلْ كَبيرٌ بكى لَمْ يَقْضِ عَبرتَهُ(٦) ... إثر الأحبَّةِ يَومَ البَيْنِ مَشْكُومُ
  اعلم أنَّ (أم) حرف عطف يُشْرِكُ الثّاني في إعراب الأول على ما مضى، ولا
(١) في (مل): (مثال الثاني).
(٢) في الأصل و (ع): (بل عندك) بغير همزة الاستفهام والهمزة زيادة من (مل).
(٣) في (مل): (تركت السؤال عن الأول وأخذت في الثاني).
(٤) في الأصل و (ع): (بل قعد) بغير همزة الاستفهام، والهمزة زيادة من (مل).
(٥) القول في سيبويه: ١/ ٤٨٤، والمحتسب: ١/ ٩٩، والتبصرة: ١/ ١٣٥، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٣٧٤، وشرح الكافية لملا جامي: ٤٠٨، والمغني: ٦٦، والخزانة: ٤/ ٥١٦، وابن يعيش: ٨/ ٩٧، والأشموني: ٣/ ١٠٤، والهمع: ٢/ ١٣٣، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ٢١٩.
١٠١ - البيتان من البسيط. وهما في ديوانه: ٥٠، وسيبويه: ١/ ٤٨٧، والمقتضب: ٣/ ٢٩٠، والمفضليات: ٣٩٧، وشرحها للتبريزي: ٣/ ١٣٣، والخزانة: ٤/ ٥١٩، والهمع: ٢/ ١٣٣، والأول في المحتسب: ٢/ ٢٩١، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٣٣٤، والثاني في الاشتقاق: ١٤٠، والتبصرة: ١/ ٤٦٨، وابن يعيش: ٤/ ١٨، ٨/ ١٥٣، وصدره في الهمع: ٢/ ٧٧. المشكوم: المثاب المجزى.
(٦) في الأصل: لم تَقْضِ عَبْرَتُهُ) وهو خطأ، والتصويب من (ع).