البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 308 - الجزء 1

  الثاني⁣(⁣١) نحو قولك: هَلْ زيد عندَكَ أَمْ عمرو؟ معناه: بَل أَعِنْدَكَ⁣(⁣٢) عَمْرُو؟ تركت السؤال الأَوَّلَ وأَخَذَت في السؤال الثاني⁣(⁣٣). وقد تقع في هذا الوجه بعد الخبر، تقولُ: قام زيد أم قعد عَمْرُو معناه: بَلْ أَقَعَدَ⁣(⁣٤) عَمْرُو؟ ومثلها من كلامهم: إنَّها لإبل أم شاء⁣(⁣٥)، مضى صَدرُ كلامه على اليقين ثُمَّ أَدْرَكَهُ الشَّكُ فَاسْتَثْبَت فيما بعد فقالَ: أَمْ شَاء إِلا أَنَّ ما بعد (بَلْ) مُتَحَقِّق، وما بعد (أَمْ) مشكوك فيه مسؤول عنهُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ:

  ١٠١ - هَلْ ما عَلِمْتَ وَمَا اسْتَودَعْتَ مَكْتُومُ ... أَمْ حَبْلُهَا إِذْ نَأَتْكَ اليَوْمَ مَصْرُومُ

  أمْ هَلْ كَبيرٌ بكى لَمْ يَقْضِ عَبرتَهُ⁣(⁣٦) ... إثر الأحبَّةِ يَومَ البَيْنِ مَشْكُومُ

  اعلم أنَّ (أم) حرف عطف يُشْرِكُ الثّاني في إعراب الأول على ما مضى، ولا


(١) في (مل): (مثال الثاني).

(٢) في الأصل و (ع): (بل عندك) بغير همزة الاستفهام والهمزة زيادة من (مل).

(٣) في (مل): (تركت السؤال عن الأول وأخذت في الثاني).

(٤) في الأصل و (ع): (بل قعد) بغير همزة الاستفهام، والهمزة زيادة من (مل).

(٥) القول في سيبويه: ١/ ٤٨٤، والمحتسب: ١/ ٩٩، والتبصرة: ١/ ١٣٥، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٣٧٤، وشرح الكافية لملا جامي: ٤٠٨، والمغني: ٦٦، والخزانة: ٤/ ٥١٦، وابن يعيش: ٨/ ٩٧، والأشموني: ٣/ ١٠٤، والهمع: ٢/ ١٣٣، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ٢١٩.

١٠١ - البيتان من البسيط. وهما في ديوانه: ٥٠، وسيبويه: ١/ ٤٨٧، والمقتضب: ٣/ ٢٩٠، والمفضليات: ٣٩٧، وشرحها للتبريزي: ٣/ ١٣٣، والخزانة: ٤/ ٥١٩، والهمع: ٢/ ١٣٣، والأول في المحتسب: ٢/ ٢٩١، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٣٣٤، والثاني في الاشتقاق: ١٤٠، والتبصرة: ١/ ٤٦٨، وابن يعيش: ٤/ ١٨، ٨/ ١٥٣، وصدره في الهمع: ٢/ ٧٧. المشكوم: المثاب المجزى.

(٦) في الأصل: لم تَقْضِ عَبْرَتُهُ) وهو خطأ، والتصويب من (ع).