باب العطف وهو النسق
  المضمر: رَأَيْتُكَ وَإِيَّاهُ. وفي عطف المظهر على المضمر: رأيته(١) وزيداً. وفي عطف المضمر على المظهر: قام زيد وأنْتَ. فَإِنْ كان المُضْمَرُ مَرْفُوعًا متصلاً لم تعطف عليه حتى تُوَكَدَهُ، فتقولُ(٢): قم أنت وزيد، ولو قلت: قم وزيد، من غير توكيد لم يحسن(٣). قال الله سبحانه: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}(٤) (٥) وربَّما جاءَ في الشِّعْرِ غَيْرَ مُؤكَّد، قال عمر بن أبي ربيعة:
  ١٠٢ - قُلْتُ إِذ أقبلت وزُهر تهاوى ... كنعاج المَلا تَعَسُفْنَ رَملا
  اعلم أن العطف على الضمير المرفوع لا يحسن عند نُحاة البصريين(٦) حتى يُؤكد أو يدخل في الجملة ما يطولُ به الكلام، مثال ذلك: قم أنت وزيد، ولا يجوز عندهم: قم وزيد. والعلة فيه أنَّ الضمير المرفوع المتصل لا يخلو أن يكون له صورة أو لا يكون له صورةٌ، فإنْ كان مُسْتَتِراً في الفعل ليست له صورة فقد غَلَبَ الفعل عليه، فاستقبحوا عطف اسم على لفظ فعل؛ فلهذا أظهروا المؤكد. وإن كان الضمير له صورة، نحو قولنا: ضَرَبنا، وضَرَبْتُمْ وضَرَبْتُ، وضربت، وأشباه ذلك، فهذه العلامة أيضًا جَرَتْ مُجْرى حرف من الفعل بدلالة إسكان لام
(١) في (ع): (رأيتك).
(٢) في (مل): (تقول) بغير الفاء.
(٣) في (ع): (لم يجز).
(٤) البقرة: (٣٥).
(٥) في (مل) زيادة: [وقال: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ)] المائدة: (٢٤).
١٠٢ - تقدم الشاهد برقم (٤٠).
(٦) هذه إحدى المسائل التي اختلف فيها أئمة المصرين انظر الإنصاف المسألة رقم: (٦٦) ٢/ ٤٧٤.