البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 322 - الجزء 1

  الحيوان صامت وناطق، وهذا يكثر جدا والغرض فيه أنَّ كل ما عم أشياء كان أنكر مما عم بعضها، وكلَّ ما قل شياعه كان أقرب إلى تخصيصه.

  قال: «وأما المعرفة: فما خص الواحد من جنسه وهي خمسة أضرب: الأسماء المضمرة، والأسماء الأعلام وأسماء الإشارة، وما تعرف باللام، وما أضيف إلى واحد من هذه المعارف⁣(⁣١).

  اعلم أن المعرفة ما لا يحسن دخول (رُبِّ) عليها. والقصد بالتعريف إعلام المخاطب دون المتكلم؛ لأنَّ المتكلّم قد⁣(⁣٢) يكون عالما بما يتكلم به، والمخاطب جاهلاً، فيقصد إلى إعلامه.

  فأما الأسماء المضمرات فجميعها مبني، وهي على ضربين: متصل، ومنفصل. فالمتصل لا إشكال في بنائه لوجهين: أحدهما: أنه قد صار مع الكلمة كأحد حروفها ولا يقوم بنفسه، فصار كالحرف فبُنِي. والوجه / الثاني: أن معناه في غيره كما أنَّ الحروف معانيها في غيرها.

  وأما المنفصل فإنَّ معناه [في] غيره فأشبه الحروف.

  فإن قال قائل: فإذا كان المضمر معناه في غيره فهلاً اكتفوا بالظاهر الذي معناه فيه ولم يحتاجوا إليه. قيل له: إنَّ الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك والاشتباه فإذا أرادوا تخصيصها وتمييزها وصفوها، نحو قولك: مَرَرْتُ بِزَيْدِ


(١) هذا ما عليه سيبويه من أن المعارف خمسة: «الأسماء التي هي أعلام خاصة، والمضاف إلى معرفة إذا لم تُرِدْ معنى التنوين، والألف واللام، والأسماء المبهمة والإضمار» الكتاب ١/ ٢١١.

ومنهم من زاد عليها الاسم الموصول والمعرف بالنداء وعليه متأخرو النحاة.

(٢) في (ع): (لأنه قد ...).