باب العطف وهو النسق
  الحيوان صامت وناطق، وهذا يكثر جدا والغرض فيه أنَّ كل ما عم أشياء كان أنكر مما عم بعضها، وكلَّ ما قل شياعه كان أقرب إلى تخصيصه.
  قال: «وأما المعرفة: فما خص الواحد من جنسه وهي خمسة أضرب: الأسماء المضمرة، والأسماء الأعلام وأسماء الإشارة، وما تعرف باللام، وما أضيف إلى واحد من هذه المعارف(١).
  اعلم أن المعرفة ما لا يحسن دخول (رُبِّ) عليها. والقصد بالتعريف إعلام المخاطب دون المتكلم؛ لأنَّ المتكلّم قد(٢) يكون عالما بما يتكلم به، والمخاطب جاهلاً، فيقصد إلى إعلامه.
  فأما الأسماء المضمرات فجميعها مبني، وهي على ضربين: متصل، ومنفصل. فالمتصل لا إشكال في بنائه لوجهين: أحدهما: أنه قد صار مع الكلمة كأحد حروفها ولا يقوم بنفسه، فصار كالحرف فبُنِي. والوجه / الثاني: أن معناه في غيره كما أنَّ الحروف معانيها في غيرها.
  وأما المنفصل فإنَّ معناه [في] غيره فأشبه الحروف.
  فإن قال قائل: فإذا كان المضمر معناه في غيره فهلاً اكتفوا بالظاهر الذي معناه فيه ولم يحتاجوا إليه. قيل له: إنَّ الأسماء الظاهرة كثيرة الاشتراك والاشتباه فإذا أرادوا تخصيصها وتمييزها وصفوها، نحو قولك: مَرَرْتُ بِزَيْدِ
(١) هذا ما عليه سيبويه من أن المعارف خمسة: «الأسماء التي هي أعلام خاصة، والمضاف إلى معرفة إذا لم تُرِدْ معنى التنوين، والألف واللام، والأسماء المبهمة والإضمار» الكتاب ١/ ٢١١.
ومنهم من زاد عليها الاسم الموصول والمعرف بالنداء وعليه متأخرو النحاة.
(٢) في (ع): (لأنه قد ...).