البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 323 - الجزء 1

  العاقل والظَّريف والعالِم وَأَشباه ذلك. والمضمر لا يلتبس ولا يشتبه فاستعمل المضمر لرفع اللَّبْس وإزالة الاشتراك⁣(⁣١) الذي كان في الظاهر.

  فأما الأسماء الأعلام فإِنَّما⁣(⁣٢) وُضِعَتْ لإبانة شخص من شخص من غير اعتبار معنى الاسم ولا اشتقاقه. والدليل على ذلك أنَّ زيداً معناه: الزيادة، وعَمْراً معناه: العمر، وجَعْفَر: هو النَّهرُ، وطَلْحَةُ: اسم شجرة، وحمزة: [اسم]⁣(⁣٣) بقلة، ومعلوم أننا إذا سمينا رجلاً بـ (حمزة) لا نريد أنَّه بقلة، وإذا سميناه بـ (جعفر) لا أنَّه نهر، وإِنَّما⁣(⁣٤) سموه بهذا الاسم ليُمَيّزوهُ⁣(⁣٥) من سائر الأشخاص، فصار الاسم موضوعا للتعريف من غير اعتبار شيء زائد. وسمى علما تشبيها بعلامة الأمير، وبعلم الثوب؛ لأنَّ العلامة تدلُّ على الأمير كما أن الاسم يدلُّ على المسمى، وكذلك علم الثوب ظاهر بارز فيه.

  فأما أسماء الإشارة نحو (هذا) و (هذه) و (ذا) وأشباه ذلك فجميعها مبني؛ لأن معانيها في غيرها، وهو المُشار إليه، فأشبهت الحروف فَبُنيت كما أن الحروف مبنية. وقد تكون الإشارة إلى من بحضرتك⁣(⁣٦) وإلى من بعد عنك⁣(⁣٧). وإنما احتاجوا إلى أسماء الإشارة؛ لتكون وَصلَةٌ لخروج ما فيه الألف واللام عن العهد إلى الحضور، وذلك أنَّ⁣(⁣٨) الألف واللام يدخلان للعهد، فيقول الإنسان


(١) في (ع): (لإزالة اللبس ورفع الاشتراك).

(٢) في (ع): (فإنها).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) في (ع): (فإنما).

(٥) في (ع): (لتمييزه).

(٦) في الأصل: (يحضر بك)، وهو تصحيف والتصويب من (ع).

(٧) من (ع) في الأصل (منك) وهو تحريف.

(٨) في (ع): (لأن).