البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 325 - الجزء 1

  النكرة، وهو على ذلك شاذ لقلة مجيئه على هذا. وكذلك في قول الشاعر⁣(⁣١):

  ١٠٦ - باعَدَ أُمَّ العَمْرِ عَنْ أَسِيرِها

  أدخل الألف واللام على (عَمْرو). ومعلوم أنَّ زيداً وعمراً لا يدخل الألف واللام عليهما؛ لأنهما معرفان بالعلميّة. وقد قيل في هذا: إِنه بِغَيْن معجمة فلا فرق بينهما؛ لأنَّهما علمان.

  وقد يدخل الألف واللام للاستغراق والعموم، نحو قولك⁣(⁣٢): أَهْلَكَ النَّاسَ الدرهم والدينار، وكذلك في قولهم: (الماء، والتُّرابُ، والحشيش، والملح)، فهذا استغراق الجنس، وكذلك قولهم: (الإنسانُ)، الألف واللام مُسْتَغْرقةٌ للجنس، بدليل قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ⁣(⁣٣)} فاستثنى من الإنسان المؤمنين⁣(⁣٤)، فعلم أن المراد به الناس.

  وكذلك قوله تعالى: / {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩}⁣(⁣٥) ثم قال تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢}⁣(⁣٦).


(١) نسبه صاحب المفصل لأبي النجم.

١٠٦ - البيت من مشطور الرجز.

وهو في المقتضب: ٤/ ٤٩، والمنصف: ٣/ ١٣٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٥٢، والإنصاف: ١/ ٣١٧، وابن يعيش: ١/ ٤٤، ٢/ ١٣٢، ٦/ ٦٠ وشرح شواهد شرح الشافية: ٥٠٦، والمغني: ٥٢، والمساعد: ١/ ١٩٨، والهمع: ١/ ٨٠، واللسان: (وبر).

وبعده: حراس أبواب على قصورها.

(٢) في (ع): (قولهم).

(٣) العصر: (٢) (٣)، وفي (ع) اكتفى بالشاهد إلى قوله تعالى: (الذين آمنوا).

(٤) في الأصل: (المؤمن) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) المعارج: (١٩).

(٦) المعارج: (٢٢).