باب العطف وهو النسق
  النكرة، وهو على ذلك شاذ لقلة مجيئه على هذا. وكذلك في قول الشاعر(١):
  ١٠٦ - باعَدَ أُمَّ العَمْرِ عَنْ أَسِيرِها
  أدخل الألف واللام على (عَمْرو). ومعلوم أنَّ زيداً وعمراً لا يدخل الألف واللام عليهما؛ لأنهما معرفان بالعلميّة. وقد قيل في هذا: إِنه بِغَيْن معجمة فلا فرق بينهما؛ لأنَّهما علمان.
  وقد يدخل الألف واللام للاستغراق والعموم، نحو قولك(٢): أَهْلَكَ النَّاسَ الدرهم والدينار، وكذلك في قولهم: (الماء، والتُّرابُ، والحشيش، والملح)، فهذا استغراق الجنس، وكذلك قولهم: (الإنسانُ)، الألف واللام مُسْتَغْرقةٌ للجنس، بدليل قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ(٣)} فاستثنى من الإنسان المؤمنين(٤)، فعلم أن المراد به الناس.
  وكذلك قوله تعالى: / {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩}(٥) ثم قال تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢}(٦).
(١) نسبه صاحب المفصل لأبي النجم.
١٠٦ - البيت من مشطور الرجز.
وهو في المقتضب: ٤/ ٤٩، والمنصف: ٣/ ١٣٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٥٢، والإنصاف: ١/ ٣١٧، وابن يعيش: ١/ ٤٤، ٢/ ١٣٢، ٦/ ٦٠ وشرح شواهد شرح الشافية: ٥٠٦، والمغني: ٥٢، والمساعد: ١/ ١٩٨، والهمع: ١/ ٨٠، واللسان: (وبر).
وبعده: حراس أبواب على قصورها.
(٢) في (ع): (قولهم).
(٣) العصر: (٢) (٣)، وفي (ع) اكتفى بالشاهد إلى قوله تعالى: (الذين آمنوا).
(٤) في الأصل: (المؤمن) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٥) المعارج: (١٩).
(٦) المعارج: (٢٢).