البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 327 - الجزء 1

  وَحْدَهُ ذَكَرًا كان أو⁣(⁣١) أنثى: (أنا)، والتثنية والجمع جميعًا: (نَحْنُ)، وللمخاطب: (أنت)، والتثنية (أَنْتُما) والجمع⁣(⁣٢): (أنتم)، وللمخاطبة: (أنت)، والتثنية: (أَنْتُما)، والجمع ٢: (أَنْتُنَّ) وللغائب⁣(⁣٣): (هُوَ) و (هما) و (هم)، وللغائبة: (هي) و (هما) و (هُنَّ).

  اعلم أن الضمير المنفصل إنما سمّي منفصلاً لانفصاله عن الفعل وتقدمه عليه. والمتصل سمّي متصلاً؛ لأنّه لا ينفك عن العامل على قدر العامل فيه، فهو أبداً غير منفصل⁣(⁣٤) عما يعمل فيه، ولا يجوز أن يتقدم عليه، ولا يُفْصَلَ بينه وبينه [بخلاف المنفصل]؛ لأن المنفصل بانفصاله صار بمنزلة الاسم الظاهر⁣(⁣٥). والضمير المرفوع على خمسة أضرب: أحدها: المتكلم وتثنيته وجمعه سواء⁣(⁣٦). الثاني: المخاطب وتثنيته / وجمعه. الثالث: المخاطبة وتثنيتها وجمعها. الرابع: الغائب وتثنيته وجمعه الخامس: الغائبة وتثنيتها وجمعها. وأعرف ذلك المتكلّم ثم المخاطب ثم الغائب. وإنما صار المتكلّم أعرف؛ لأنه لا يوهمك غيره، والذي يدل على صحة هذا الاعتبار أن رجلاً لو كان متواريا وبقربه جماعة، فقال أحدهم: أنا قتلت زيداً وأخدت مال عمرو، لعلم⁣(⁣٧) أن القاتل والآخذ هو المتكلم


(١) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).

(٢) من (ع) و (مل) في الأصل: (الجميع).

(٣) في (ع): (والغائب).

(٤) في الأصل (متصل) وهو وهم، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (... بخلاف المنفصل، فإن المنفصل لانفصاله عن الفعل جاز أن يتقدم عليه).

(٦) (سواء): ساقطة من (ع).

(٧) ضبطت في الأصل (لَعُلِمَ) بالبناء لما لم يُسمّ فاعله، وهو لا يتناسب مع قوله (أن رجلاً ..). والتصويب من (ع).