باب العطف وهو النسق
  دون غيره لا يذهب وهمه(١) إلى سواه، ولو سمع قائلاً يقول لواحد من جماعة: أنت قتلت أو فعلت، لم يعلم من المخاطب منهم.
  فإن قيل(٢): فإن المتكلم قد يتكلم فلا يعرفه السامع، فيقول: من هذا المتكلم؟
  قيل له: هو وإن لم يعرفه بِنَسَبهِ فقد عرفه حسا؛ لأنه إن كان يشاهده فقد عاينه، وإن كان بينهما حجاب فقد أحس بكلامه وسمعه، وسؤاله عنه كسؤال الإنسان عمن يشاهده، فيقول: من هذا؟
  ويتلو المتكلّم الحاضر؛ لأنّه يُعَرَّفُ بالحضور والمشاهدة. والغائب أضعفها، حتى سماها بعض النحويين كناية النكرة(٣).
  فأما (أَنَا) فالهمزة والنّون هما الاسم والألف زيدت لبيان حركة التون، وهذه الألف تذهب في درج الكلام، ومنهم من يُثْبِتُها في الوصل حملاً على الوقف، وعليه(٤) قراءة نافع(٥) {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}(٦).
  وفيها خمس لغات: إحداها: إثبات الألف في الوصل والقطع(٧). الثانية(٨):
(١) في الأصل (الوهم)، وما أثبته من (ع).
(٢) في (ع): (قال)، وهو تحريف.
(٣) انظر شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ٨٤ - ٨٥.
(٤) في (ع): (وعليه حمل ..).
(٥) نافع وحده من بين السبعة يثبت الألف من (أنا) إذا وليتها همزة إلا في قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ١١٥}[الشعراء: ١١٥] فإنه يحذفها في هذا الموضع كسائر القراء. انظر السبعة ١٨٧ - ١٨٨.
(٦) البقرة: (٢٥٨).
(٧) في (ع): (والوقف).
(٨) في (ع): (أحدها ... والثاني) وبعدها ... (والثالثة) بالواو أيضاً.