البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 328 - الجزء 1

  دون غيره لا يذهب وهمه⁣(⁣١) إلى سواه، ولو سمع قائلاً يقول لواحد من جماعة: أنت قتلت أو فعلت، لم يعلم من المخاطب منهم.

  فإن قيل⁣(⁣٢): فإن المتكلم قد يتكلم فلا يعرفه السامع، فيقول: من هذا المتكلم؟

  قيل له: هو وإن لم يعرفه بِنَسَبهِ فقد عرفه حسا؛ لأنه إن كان يشاهده فقد عاينه، وإن كان بينهما حجاب فقد أحس بكلامه وسمعه، وسؤاله عنه كسؤال الإنسان عمن يشاهده، فيقول: من هذا؟

  ويتلو المتكلّم الحاضر؛ لأنّه يُعَرَّفُ بالحضور والمشاهدة. والغائب أضعفها، حتى سماها بعض النحويين كناية النكرة⁣(⁣٣).

  فأما (أَنَا) فالهمزة والنّون هما الاسم والألف زيدت لبيان حركة التون، وهذه الألف تذهب في درج الكلام، ومنهم من يُثْبِتُها في الوصل حملاً على الوقف، وعليه⁣(⁣٤) قراءة نافع⁣(⁣٥) {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}⁣(⁣٦).

  وفيها خمس لغات: إحداها: إثبات الألف في الوصل والقطع⁣(⁣٧). الثانية⁣(⁣٨):


(١) في الأصل (الوهم)، وما أثبته من (ع).

(٢) في (ع): (قال)، وهو تحريف.

(٣) انظر شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ٨٤ - ٨٥.

(٤) في (ع): (وعليه حمل ..).

(٥) نافع وحده من بين السبعة يثبت الألف من (أنا) إذا وليتها همزة إلا في قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ١١٥}⁣[الشعراء: ١١٥] فإنه يحذفها في هذا الموضع كسائر القراء. انظر السبعة ١٨٧ - ١٨٨.

(٦) البقرة: (٢٥٨).

(٧) في (ع): (والوقف).

(٨) في (ع): (أحدها ... والثاني) وبعدها ... (والثالثة) بالواو أيضاً.