باب العطف وهو النسق
  حذف الألف وفتح النون. الثَّالثة: إلحاق الهاء مع النّون. الرابعة: إسكان النون.
  الخامسة: إلحاق ألف بعد(١) الهمزة.
  وإنما جعل لفظ المذكر والمؤنث على حالة واحدة؛ لأن المتكلّم يستغني عن الفرق؛ إذ(٢) كان معروفًا.
  وأما(٣) (نَحْنُ) فهو عبارة عن التثنية والجمع للمذكر والمؤنث، ولهذه العلة قلنا: إنه مبني على الضم لقوته، وقال قوم: بنى على الضم تشبيها بحركة الفاعل. وإنّما جُعِلَ عبارة عن التثنية والجمع؛ لأنّه ليس بتثنية ولا جمع من حيث الصناعة، وذلك أنّ التثنية هو أن يتفق اثنان في التسمية، فتقول: / الزيدان، ويتفق ثلاثة، فتقول: الزَّيدون، أو رجلان ورجال، وهذا غير موجود في مسألتنا. ولكن لما كان المتكلّم قد يتكلّم وحده، وقد يعبر عن: نفسه وغيره فُرق بين الواحد وما زاد عليه، واستوى أن يكون الزائد واحداً أو جماعة، فقال الواحد: (أنا)، وقال لما زاد: (نَحْنُ)، فاكتفى بذلك عن غيره.
  فأما (أَنْتَ) فإن الاسم هو الهمزة مع النون، والتاء حرف للخطاب(٤) وفصل بين مذكره ومؤنّثه، ففتحت تاء المذكر، وكسرت تاء المؤنث. فأما تاء المذكر ففتحت لخفّة الفتحة؛ لأنَّ كلّ حرف يكون على حرف واحد يُبنى على الفتح على ما قدمناه. وأما تاء المؤنث فَكُسرت للفرق، وكانت بالكسر أولى(٥) حملاً على الياء في (هذي) وفي (تَفْعَلَينَ)؛ لأن الياء علامة التأنيث، فإذا ثنيت استوت التاء
(١) في الأصل: (مع)، وما أثبته من (ع).
(٢) في (ع): (إذا)، وهو تحريف.
(٣) في (ع): (فأما).
(٤) في الأصل: (حرف الخطاب)، وما أثبته من (ع).
(٥) في (ع): (أولاً)، وهو تحريف.