باب العطف وهو النسق
  (أَنْتُمو) و (أَنْتُنَّ)، فاستغنوا بما يظهر من ضمير الجمع عن التاء(١)، فضموها على ما ذكرنا، وألحقوا مكان الألف في التثنية واواً للجمع، ونونا للتأنيث وشدّدوا النون، لتكون بإزاء الميم والواو، هكذا حكى (سيبَوَيْهِ) عن (الخليل)(٢). وقد يحذفون الواو في الجمع تخفيفًا، فيقولون: (أنْتُمْ) بإسكان الميم؛ لأنهم لو ضموها لعادت الواو المحذوفة، والواو حُذفت تخفيفًا؛ لأنه ليس في كلامهم واو قبلها ضمة وقعت طرفًا(٣)، وقد بينا ذلك فيما تقدّم.
  فأما (هُوَ) فكناية عن المذكر الغائب، وفيه ثلاث لغات: (هو) بإسكان الواو و (هُوَ) بفتح الواو و (هو) بتشديد الواو وبعض العرب يحذف هذه الواو، وأنشد(٤):
  ١٠٧ - بَيْناهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قالَ قَائِلٌ ... لِمَنْ جَمَلٌ رِخْو الملاط نجيب
(١) أي استغنوا بالميم والواو في (أنتُمو) وبالنّون المشددة في (أَنْتُنَّ) لدلالتهما على الجمع، ودلالة الواو والميم على المذكر، والنون المشددة على المؤنث عن التاء وحركتها لما كانت تدل مع حركتها على ذلك في المفرد.
(٢) الكتاب: ٢/ ٢٩٦.
(٣) هذا أصل من الأصول التي بنى عليها النحاة قواعدهم ولكن الشارح استخدمه هنا استخداماً خاطئا، والصواب أنه ليس في كلامهم اسم مُتَمَكِّن في آخره واو قبلها ضمة كما مثل لذلك الشارح في ص ٤٢ و (أنتم) ضمير فهو ليس باسم متمكن وواوه يمكن أن تعود إليه في ضرورة الشعر. وإنما حذفت الواو منه؛ لأن هذا الضمير يكثر دَوره على ألسنتهم فحذفوا الواو تخفيفًا؛ لأن ما يكثر دوره على ألسنتهم قد يفردونه بأحكام خاصة يباين بها نظائره.
(٤) الشاهد ينسب للعجير السلولي.
١٠٧ - البيت من البحر الطويل، وروي في الأصل و (ع): (بيناه) على أن التفعيلة الأولى مخرومة، والرواية الشهيرة (قَبَيْناهُ) وعليها ورد في الخصائص: ١/ ٦٩، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٠٨، والإنصاف: ٢/ ٥١٢، ٦٧٨ وابن يعيش: ٣/ ٩٦، وشرح الشنتمري: ١/ ١٤، والخزانة: ٢/ ٣٩٦، واللسان: (ها) برواية: لِمَنْ جَمَلٌ رَبُّ المَتاعِ نَجِيبُ.
الملاط: جانب السنام. النجيب: الفاضل النفيس من كل حيوان.