باب العطف وهو النسق
  يريد: بَيْنا هُوَ، فعلى هذا إنّما تُحْذَفُ الواو(١) الساكنة؛ لأنها بسكونها خفت، ولا يجوز أن تُحذف المُشَدَّدَةُ؛ لأنّها تُعَدُّ حرفين، ولا المفتوحة لقوتها بالحركة. فإذا ثنيت قلت: (هُما) زدت ميماً لمجاوزة الواحد، وألفا علامة للتثنية، وحذفت الواو مع الميم؛ لأنهما(٢) من مخرج واحد فاكتفوا بالميم عنها لما زادوها للمبالغة. وتقول في الجمع (همو) بواو وميم. فالميم لمجاوزة الواحد، والواو علامة للجمع(٣). وقد تحذف الواو تخفيفا كما قلنا في (أنْتُم)، فإذا وقفوا على الميم سكنوها فإن اضطروا إلى تحريكها لالتقاء الساكنين أعادوا الضمة فقالوا: أَنْتُمُ الرجال، وهم(٤) الرجال، كما أنّهم لما أسكنوا الذال من (مذ)، وأصلها (مُنْذُ) فحذفوا النون، فإذا اضطروا إلى تحريك الذال أعادوا ضمها(٥) فقالوا: من الليلة، ومذ اليوم.
  فأما ضمير المؤنث فـ (هي)(٦) للغائبة بكسر الهاء لمكان الياء؛ لأنهم لو ضموا الهاء مع الياء لخرجوا من ضم إلى كسر، وذلك ثقيل، فكسروا الهاء.
  فإذا صرت إلى التثنية كان كالمذكر سواء، وقد ذكرناه / فإذا صرت إلى الجمع زدت نونا مشدّدة تكون بإزاء الواو والميم(٧)؛ لأن المشدّد يُعد (حرفين)، وقد مضى بيانه.
(١) في الأصل (الهاء)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٢) في الأصل (لأنها)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٣) في (ع): (علامة الجمع).
(٤) من (ع). في الأصل (أنتمو ... وهمو) بالواو، وهو وهم.
(٥) في (ع): (ضمتها).
(٦) في الأصل (فهو)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٧) أي الواو والميم اللتان في (همو).