البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 332 - الجزء 1

  يريد: بَيْنا هُوَ، فعلى هذا إنّما تُحْذَفُ الواو⁣(⁣١) الساكنة؛ لأنها بسكونها خفت، ولا يجوز أن تُحذف المُشَدَّدَةُ؛ لأنّها تُعَدُّ حرفين، ولا المفتوحة لقوتها بالحركة. فإذا ثنيت قلت: (هُما) زدت ميماً لمجاوزة الواحد، وألفا علامة للتثنية، وحذفت الواو مع الميم؛ لأنهما⁣(⁣٢) من مخرج واحد فاكتفوا بالميم عنها لما زادوها للمبالغة. وتقول في الجمع (همو) بواو وميم. فالميم لمجاوزة الواحد، والواو علامة للجمع⁣(⁣٣). وقد تحذف الواو تخفيفا كما قلنا في (أنْتُم)، فإذا وقفوا على الميم سكنوها فإن اضطروا إلى تحريكها لالتقاء الساكنين أعادوا الضمة فقالوا: أَنْتُمُ الرجال، وهم⁣(⁣٤) الرجال، كما أنّهم لما أسكنوا الذال من (مذ)، وأصلها (مُنْذُ) فحذفوا النون، فإذا اضطروا إلى تحريك الذال أعادوا ضمها⁣(⁣٥) فقالوا: من الليلة، ومذ اليوم.

  فأما ضمير المؤنث فـ (هي)⁣(⁣٦) للغائبة بكسر الهاء لمكان الياء؛ لأنهم لو ضموا الهاء مع الياء لخرجوا من ضم إلى كسر، وذلك ثقيل، فكسروا الهاء.

  فإذا صرت إلى التثنية كان كالمذكر سواء، وقد ذكرناه / فإذا صرت إلى الجمع زدت نونا مشدّدة تكون بإزاء الواو والميم⁣(⁣٧)؛ لأن المشدّد يُعد (حرفين)، وقد مضى بيانه.


(١) في الأصل (الهاء)، وهو وهم، والتصويب من (ع).

(٢) في الأصل (لأنها)، وهو وهم، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (علامة الجمع).

(٤) من (ع). في الأصل (أنتمو ... وهمو) بالواو، وهو وهم.

(٥) في (ع): (ضمتها).

(٦) في الأصل (فهو)، وهو وهم، والتصويب من (ع).

(٧) أي الواو والميم اللتان في (همو).