باب العطف وهو النسق
  قام [هو](١)، وأشباه ذلك. ولا تقول(٢): قام زيد هو، ولا قام الزيدان هما.
  قال (الفَرَّاءُ): أدخلوا العماد؛ ليفرقوا بين الفصل والنعت؛ لأنك لو قلت: زيد العاقل لأشبه النعت، فإذا قلت: هو العاقل، قطعت (هو) من تَوَهُم النَّعَتِ. انتهى قوله.
  ولهذا تقول: إنّه لا يُحال بينه وبين الألف واللام، ولا يتقدم قبل المبتدأ ولا قبل ما جرى مجراه من اسم (كان) وأخواتها. فإن قيل: ما تنكرون على من قال: إن هذا الضمير بدل من الأوّل؟ قيل له: لا يصح ذلك؛ لأنّهم أدخلوا اللام عليه في قولهم: «إنْ كُنَّا لَنَحْنُ الصَّالِحِينَ»(٣) ولو كان بدلاً لما جاز دخول اللام عليه؛ لأنّ البدل يقوم مقام المبدل في إعرابه.
  ومن(٤) الفصل قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}(٥). فَـ (يرى) من رؤية القلب و (الحق) منصوب بأنه المفعول الثاني و (هو) فصل لا موضع له من الإعراب. وكذلك قوله تعالى: {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}(٦) والله أعلم.
  قال: «وأما الضمير المنصوب المنفصل فـ (إِيَّايَ) للمتكلم، وللتثنية(٧) والجمع جميعًا (إيَّانا)، وللمخاطب (إياك)، والتثنية
(١) تكملة تقتضيها صحة المثال.
(٢) في (ع): (ولا تقل).
(٣) القول في شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ٣١١.
(٤) في (ع): (فمن) بالفاء.
(٥) سبا: (٦).
(٦) المزمل: (٢٠). في (ع) اقتصر بالشاهد على قوله تعالى {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}.
(٧) في (ع): (والتثنية).