البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 336 - الجزء 1

  قام [هو]⁣(⁣١)، وأشباه ذلك. ولا تقول⁣(⁣٢): قام زيد هو، ولا قام الزيدان هما.

  قال (الفَرَّاءُ): أدخلوا العماد؛ ليفرقوا بين الفصل والنعت؛ لأنك لو قلت: زيد العاقل لأشبه النعت، فإذا قلت: هو العاقل، قطعت (هو) من تَوَهُم النَّعَتِ. انتهى قوله.

  ولهذا تقول: إنّه لا يُحال بينه وبين الألف واللام، ولا يتقدم قبل المبتدأ ولا قبل ما جرى مجراه من اسم (كان) وأخواتها. فإن قيل: ما تنكرون على من قال: إن هذا الضمير بدل من الأوّل؟ قيل له: لا يصح ذلك؛ لأنّهم أدخلوا اللام عليه في قولهم: «إنْ كُنَّا لَنَحْنُ الصَّالِحِينَ»⁣(⁣٣) ولو كان بدلاً لما جاز دخول اللام عليه؛ لأنّ البدل يقوم مقام المبدل في إعرابه.

  ومن⁣(⁣٤) الفصل قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}⁣(⁣٥). فَـ (يرى) من رؤية القلب و (الحق) منصوب بأنه المفعول الثاني و (هو) فصل لا موضع له من الإعراب. وكذلك قوله تعالى: {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}⁣(⁣٦) والله أعلم.

  قال: «وأما الضمير المنصوب المنفصل فـ (إِيَّايَ) للمتكلم، وللتثنية⁣(⁣٧) والجمع جميعًا (إيَّانا)، وللمخاطب (إياك)، والتثنية


(١) تكملة تقتضيها صحة المثال.

(٢) في (ع): (ولا تقل).

(٣) القول في شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ٣١١.

(٤) في (ع): (فمن) بالفاء.

(٥) سبا: (٦).

(٦) المزمل: (٢٠). في (ع) اقتصر بالشاهد على قوله تعالى {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}.

(٧) في (ع): (والتثنية).