البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 337 - الجزء 1

  (إيَّاكُما)، والجمع (إيَّاكُمْ)، وللمخاطبة (إيَّاك)، والتثنية (إيَّاكُما) والجمع (إيَّاكُنَّ)، وللغائب (إيَّاه)، والتثنية (إيَّاهُما) والجمع⁣(⁣١) (إيَّاهُمْ)، وللغائبة (إيَّاها)، والتثنية (إيَّاهُما)، والجمع⁣(⁣١) (إيَّاهُنَّ)».

  اعلم أن العامل في هذا الضمير المنصوب لا يخلو إما أن يكون مقدماً عليه أو متأخراً عنه. فإن كان مقدمًا⁣(⁣٢) عليه فلا بد أن يُفصل بينه وبينه، ولولا ذلك لكان متصلاً. والفاصل هو أحد شيئين: إما حرف الاستثناء، وإما حرف العطف. فمثال حرف الاستثناء قوله تعالى: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}⁣(⁣٣) فـ (إِيَّاهُ) نصب بـ (تَدعونَ)، والفاصل بينهما (إلا). ومثال حرف العطف قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ}⁣(⁣٤). وقوله تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ}⁣(⁣٥).

  وأما المتأخر فقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣(⁣٦) فـ (إِيَّاكَ) نصب بـ (نَعْبُدُ) وهو مؤخّر عنه. وبين النحويين خلاف في هذا الاسم، فقال (ابن السراج)⁣(⁣٧): القياس أن يكون (إيا) مثل الألف والنون التي في (أَنْتَ) فتكون (إيا) هي الاسم وما بعدها للخطاب. قال: ويُقوّي ذلك أنّ الأسماء المضمرة وسائر المكنيات لا


(١) في الأصل: (الجميع)، وما أثبته من (ع) و (مل).

(٢) في (ع): (متقدماً).

(٣) الإسراء: (٦٧).

(٤) سبأ: (٢٤).

(٥) الممتحنة: (١).

(٦) الفاتحة: (٥).

(٧) الأصول: ٢/ ١٢٠.

وهذا القول يُنسب للأخفش انظر التبصرة: ١/ ٥٠٣، وَرُوِيَ عن الأخفش أنه يرى ما يراه الخليل في هذه المسألة انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ١٢ - ١٣.