باب العطف وهو النسق
  (إيَّاكُما)، والجمع (إيَّاكُمْ)، وللمخاطبة (إيَّاك)، والتثنية (إيَّاكُما) والجمع (إيَّاكُنَّ)، وللغائب (إيَّاه)، والتثنية (إيَّاهُما) والجمع(١) (إيَّاهُمْ)، وللغائبة (إيَّاها)، والتثنية (إيَّاهُما)، والجمع(١) (إيَّاهُنَّ)».
  اعلم أن العامل في هذا الضمير المنصوب لا يخلو إما أن يكون مقدماً عليه أو متأخراً عنه. فإن كان مقدمًا(٢) عليه فلا بد أن يُفصل بينه وبينه، ولولا ذلك لكان متصلاً. والفاصل هو أحد شيئين: إما حرف الاستثناء، وإما حرف العطف. فمثال حرف الاستثناء قوله تعالى: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}(٣) فـ (إِيَّاهُ) نصب بـ (تَدعونَ)، والفاصل بينهما (إلا). ومثال حرف العطف قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ}(٤). وقوله تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ}(٥).
  وأما المتأخر فقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}(٦) فـ (إِيَّاكَ) نصب بـ (نَعْبُدُ) وهو مؤخّر عنه. وبين النحويين خلاف في هذا الاسم، فقال (ابن السراج)(٧): القياس أن يكون (إيا) مثل الألف والنون التي في (أَنْتَ) فتكون (إيا) هي الاسم وما بعدها للخطاب. قال: ويُقوّي ذلك أنّ الأسماء المضمرة وسائر المكنيات لا
(١) في الأصل: (الجميع)، وما أثبته من (ع) و (مل).
(٢) في (ع): (متقدماً).
(٣) الإسراء: (٦٧).
(٤) سبأ: (٢٤).
(٥) الممتحنة: (١).
(٦) الفاتحة: (٥).
(٧) الأصول: ٢/ ١٢٠.
وهذا القول يُنسب للأخفش انظر التبصرة: ١/ ٥٠٣، وَرُوِيَ عن الأخفش أنه يرى ما يراه الخليل في هذه المسألة انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ١٢ - ١٣.