البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 338 - الجزء 1

  تضاف. فعلى قوله لا موضع لما بعدها من الإعراب؛ لأنّه حرف بمنزلة الكاف في (أُولئِكَ) والتاء في (أَنْتَ) والكاف في (ذلك). وقال بعضهم⁣(⁣١): ما بعد (إيا) هو الاسم و (إِيّا) عماد له إذ كان ما بعدها لا يقوم بنفسه فعلى قوله يكون ما بعدها موضعه نصب؛ لأنّه المفعول في الحقيقة. وقال (السيرافي)⁣(⁣٢): (إِيَّا) بمثابة اسم ظاهر / أضيف إلى مضمر وصار المضاف والمضاف إليه كشيء واحد كما تقول: رَأَيْتُكَ نَفْسَكَ، وَقُمْتَ أَنْتَ نَفْسُكَ، وَمَرَرْتُ بِكَ نَفْسِكَ، فالنفس ظاهرة وهي مضافة إلى الكاف وهي في الحقيقة الكاف. فعلى قوله يكون ما بعد (إيا) مجروراً بالإضافة.

  وقال بعضهم⁣(⁣٣): إِنّ (إِيَّا) وما بعدها جميعه اسم مضمر، وليس أحدهما غير الآخر. واعلم أن الاختلاف في هذا الاسم إنّما كان من حيث إن المضمر لا يضاف، وقد مضى بيانه؛ لأنّ الشيء لا يضمر إلا بعد تحققه وإزالة الإشكال، والإضافة تُحدث تعريفا وتخصيصا لم يكن. فلما ثبت أن المضمر لا يضاف اشتبه ما وقع بعد (إيا)، والذي يقوى⁣(⁣٤) في نفسي [في]⁣(⁣٥) هذه الكلمة أنها ليست بمضمر في الحقيقة بل أُقيمت مُقامَ المضمر على ما ذهب إليه (السيرافي) ويكون ما بعدها موضعه مجرور⁣(⁣٦) بالإضافة بمنزلة الكاف⁣(⁣٧) في (غلامك) والهاء في (غلامه)، وأشباه ذلك.


(١) هذا القول يُنسب إلى بعض الكوفيين وإلى ابن كيسان، انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ١٣.

(٢) شرح الكتاب للسيرافي: ج ٣ / الورقة: ١٤١ / (أ).

(٣) هذا قول الكوفيين انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ١٣.

(٤) في كلتا النسختين ضبطت (يُقوي) وهو تحريف. والصواب ما أثبته.

(٥) تكملة من (ع).

(٦) في (ع): (جر).

(٧) هنا يبدأ السقط من (ع) ويقدر بثلاث صفحات تقريباً، وليس في النسخة ما يشير إليه، ويبدو فيها الكلام وكأنه متصل إذ لم يقع السقط بعد نهاية الورقة أو الصفحة.