باب العطف وهو النسق
  فإن قال قائل: فقد قال (سيبَوَيْهِ)(١): إِنّ (إِيَّا) علامة المضمر. قيل له: هذا محمول على أنها وضعت؛ لِيُتَوَصل بها إلى لفظ المضمر في الموضع الذي لا يتصل بعامله، ومثل ذلك ما ذكرناه في أبواب النّداء أنّه لما لم يمكن نداء ما فيه الألف واللام أدخلوا (أيا)(٢) فنادوه وجعلوا ما فيه الألف واللام صفة له فالمقصود بالنداء هوما فيه الألف واللام و (أيّ) جاءت وصلة إلى ندائه. وكذلك (إيا) دخلت وصلة إلى لفظ المضمر [المنفصل لما لم يمكن] التلفظ به على الانفراد منفصلاً والذي يُوضح ذلك ما حُكي عن (الخليل): «إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّمِّينَ فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشواب»(٣)، فجاء به مضافًا إلى ظاهر، وهذا يدلّ على أنه ظاهر إلا أنّه لما وضع للمضمر قطع عن الإضافة إلى ظاهر في الغالب. وقد يبدلون من الهمزة هاء، فيقولون (هياك) و (هيّاهُ). فـ (إِيَّايَ) للواحد، و (إيانا) للاثنين وما فوقهما يستوي التثنية والجمع(٤)، و (إِيَّاكَ) بفتح الكاف للمخاطب و (إيَّاكُما) للمخاطبين بضم الكاف مع الميم كما ضَمَمْتَ النّاء مع الميم، وقد مضى بيانه، و (إيَّاكُمْ) وتلحق واو / للجمع وقد تُحذف الواو تخفيفا كما ذكرنا في (همو). و (إياك) للمؤنث بكسر الكاف للتأنيث. و (إيَّاكُما) يستوي المذكر(٤) والمؤنث كما استويا(٥) في (هما).
(١) الكتاب: ٢/ ٣٨٠.
(٢) في الأصل ضبطت (إيا)، وهو وهم.
(٣) قال سيبويه: «وحدثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول: إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتينَ فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشواب، الكتاب: ١/ ١٤١ والقول في التبصرة: ١/ ٥٠٣، ٥٠٤، والإنصاف: ٢/ ٦٩٥، ٦٩٧، وشرح الكافية للرضي: ١/ ١٨١، ٢/ ١٢، وابن يعيش: ٣/ ٩٨، ١٠٠، واللسان: (إيا).
(٤) كذا في الأصل و (ع)، ولعل الصواب: (يستوي فيه التثنية والجمع).
(٥) في الأصل (استوى) وهو وهم.