باب العطف وهو النسق
  يصير بالإقبال عليه معلوما. قيل له: قد يكون بحضرة الإنسان ذكر وأنثى وهو مقبل عليهما فإذا أراد خطاب أحدهما لم يتبين له(١) إلا بكسر التاء وفتحها. فإذا ثنيت المؤنث قلت (قُمْتُما) فيستوي المذكر والمؤنّث فيه؛ وذلك لأن المذكر والمؤنث استوت تثنيتهما في الأسماء الظاهرة، نحو قولنا: (الزيدان) و (الهندان) وكذلك في المضمر ثم يكون دليل الخطاب يُنبئ عن المراد.
  فإذا صرت إلى الجمع قلت: (قُمْتُنَّ) فتزيد نونا مشددة، لتكون بإزاء الميم والواو في جمع المذكر، نحو (قُمْتُمو).
  فأما ضمير الغائب فلا تظهر له صورة مادام مفرداً، وقد بينا وجهه وهو أنه استغني. عنه بعلامات غيره فصار ترك العلامة له علامة.
  فإذا ثنيته وجمعته أظهرت العلامة؛ لئلا تشتبه التثنية والجمع بالواحد. وضمير الغائبة المؤنّث أيضاً مستتر في الفعل، والتاء علامة التأنيث. فإذا ثنيت أو جمعت أظهرت علامة التثنية والجمع، تقول: الهندان قعدتا، والهندات قعدن، فألحقت نونًا واحدةً؛ لأنّ المذكر فيه حرف واحد وهو الواو في (قاموا). فأما اسم الفاعل واسم المفعول فلا يظهر فيهما ضمير، وكذلك الظرف وحرف الجر.
  قال: «وأما الضمير المنصوب المتصل فالياء في (كَلَّمَني)، والتثنية والجمع جميعًا (كَلَّمَنَا). والكاف للمخاطب نحو (رَأَيْتُكَ) والتثنية (رأَيْتُكُما) /والجميع (رَأَيْتُكُمْ) /. والمخاطبة (رَأَيْتُك)(٢) و (رَأَيْتُكُما) و (رَأَيْتُكُنَّ)، وللغائب (رَأَيْتُهُ) و (رأيتهما) و (رَأَيْتُهُمْ). وللغائبة (رأيتها) و (رَأَيْتُهما) و (رَأَيْتُهُنَّ)».
(١) (له): ساقطة من (ع).
(٢) (والتثنية (رأيتكما) ... والمخاطبة (رأيتك)): ساقطة من (ع).