البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 366 - الجزء 1

  يا رجلاً خذ بيدي، ولا يقصد إلى رجل بعينه، فكل من أخذ بيده فهو ذلك الرجل. وكذلك قول الشاعر⁣(⁣١):

  ١٢٢ - أيا راكِبًا إِمَا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ ... نداماي مِنْ نَجْرانَ أَلا تلاقيا

  فلم يقصد راكباً بعينه. والثَّاني: ما كان نكرة قبل النداء فلما قصدته بالنداء، ونحوت نحوه، وأقبلت عليه، أحدثت (يا) فيه تعريفا فجرى مجرى زيد وعمرو، فبُنِي على الضم؛ لأنه صار معرفة بالنداء.

  فإن قال قائل: فإذا كانت (يا) تحدث تعريفا بالقصد فما الذي أحدثت في زيد وعمرو وقد قصد نَحْوُهُما؟⁣(⁣٢). قيل له: إِنّ الأسماء الأعلام قبل النداء وبعده معارف وحرف النداء لم يحدث فيها تعريفا وإنّما أكدها. ومن النَّاسِ مَن يقول⁣(⁣٣): إنا نتوهم زوال التعريف منها لاشتراك الأسماء، ثم يحدث التعريف بحرف النداء. وهذا ليس بصحيح؛ لأنا⁣(⁣٤) ننادي من لا يَشْرَكُهُ في اسمه غيره نحو (الفَرِّزْدَقِ) ولا إشكال في علميّته. فإن قيل: / فلم منعتُم دخول حرف النداء على


(١) هو عبد يغوث الحارثي.

١٢٢ - البيت من الطويل.

وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣١٢، وانظر المقتضب: ٤/ ٢٠٤، والجمل للزجاجي: ١٥٨، وذيل أمالي القالي: ١٣٢، والأصول: ١/ ٤٠٣، ٤٥٠، وابن يعيش: ١/ ١٢٨، والخزانة: ١/ ٣١٣، والمقاصد: ٤/ ٢٠٦، والمفضليات: ١٥٦، والأغاني: ١٦/ ٣٣٣، والتبصرة: ١/ ٣٣٩، والمساعد: ٢/ ٤٩٠، واللسان: (عرض).

وصدره في الجمل للجرجاني: ٢١، وابن يعيش: ١/ ١٢٧، ١٢٩، وأوضح المسالك: ٤/ ١٨.

(٢) في (ع): (وقد قَصَدَ نَحْوَهُما) بالبناء للفاعل.

(٣) هذا قول المبرد انظر المقتضب: ٤/ ٢٠٥، وشرح الكافية للمرضي: ١/ ١٤١.

(٤) في (ع): (لأننا).