البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 368 - الجزء 1

  وقد اعترض بعض الناس فقال: طول الاسم لا يغير حكمه في النداء كما لا يُغَيَّر في (قَرَعْبَلانَة وَجُوذِبْدانة)⁣(⁣١) (⁣٢). وهذا الاعتراض لا يصح؛ لأنه ليس المراد بالطول هاهنا كثرة الحروف⁣(⁣٣) وإنّما المراد به دخول التنوين فقط. وسواء قصدت هذا الاسم⁣(⁣٤) المشبه بالمضاف أم لم تقصده⁣(⁣٥) على سواء⁣(⁣٦)، فلا يكون⁣(⁣٧) إلا منصوبا على أصل الباب.

  فأما العطف والمعطوف عليه فإنّك إذا سميت بِهِما رجلاً نصبتهما جميعًا فقلت: يا زيدا وعمراً أقبل؛ لأن الكلام طال بهما فأجريتهما مجرى الاسم المضاف.


(١) في (ع): (قرعيّاتِهِ) (وجوديّاته) وهو تحريف. وقَرَعْبَلانَةٌ ضبطت في الأصل قرعبلانة والتصحيح من اللسان.

(٢) في اللسان: العَرَعْبَلانَةُ: دويبة عريضة مُحْبَطَلَةٌ عظيمة البطن. قال ابن سيده: هو م مما فات الكتاب من الأبنية إلا أن ابن جني قد قال: كانَه فَرَعْبَل، ولا اعتداد بالألف والنون بعدها، على أن هذه اللفظة لم تسمع إلا في كتاب العين.

أما جوذبدانة فلم تذكرها المعاجم العربية، ولم يذكرها رينهارت في تكملة المعاجم العربية ولا الجواليقي في المعرب، ولا أدى شير في كتاب الألفاظ الفارسية المعربة. والذي ذكروه هو الجوذاب: وهو طعام يُتَّخَذُ من سكر ورز وجوز ولحم. أمّا (دانة) فكلمة فارسية معناها الحَبَّةُ أفادني بذلك الدكتور محمد مظهر بقا، والكلمة على ذلك لا تخرج عن كونها اسمًا لضرب من الطعام. أما ألف (جوذاب) فقد سقطت لسكون الباء، وأما سكون الباء فإما أن نقول: أسكنوها كما أسكنوا ياء (معدي كرب)، أو نقول: إن العرب إِذا عَرَّبت شيئًا خَلَّطَتْ به كثيراً، كما نقل ابن جنّي عن شيخه أبي علي. انظر الخصائص: ١/ ٣٥٩.

(٣) في (ع): (كثرة حروف الاسم).

(٤) في الأصل: (الأسماء) وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٥) في الأصل و (ع): (تقصدهما)، وهو وهم. وفي (ع): (أم لا تقصدهما) وهو خطأ.

(٦) كذا في الأصل و (ع) بإقحام (على سواء).

(٧) في الأصل و (ع): (ولا ..).