باب النداء
  قال: «والحروف التي يُنبه بها المنادى خمسة(١): يا، وأيا، وهيا، وأَي، والهمزة(٢) (٣)».
  اعلم أن (يا) أصل حروف النداء، ولهذا قالوا: إنّها تصلح لنداء مَنْ قَرُبَ ومَنْ بَعُدَ، وللنّائم / والمستيقظ. والدليل على أنها أصل الحروف جواز حذفها من المنادى نحو قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}(٤) والتقدير - والله أعلم - يا يوسف.
  وأما الهمزة فإنّها تكون لأقرب النّاس إليك تقول: أزيد، أعمرو، أبكر. وما أشبه ذلك.
  وأما (أي) فهي لمن تراخى عنك قليلاً.
  وأما (أيا) و (هَيا) فلا يكونان إلا للمتباعد عنك؛ لأن كثرة حروفهما(٥) تدل على امتداد(٦) الصوت بهما. والصوت إنّما يمتد لمن تباعد وتغافل. وقد قيل: إنّ
(١) في (مل): (.. التي يُنادي بها المدعو خمسة وهي ...).
(٢) في مل: (والألف).
(٣) في (مل) زيادة: «تقول: يا زيد وأيا زيد، وهيا زيد، وأي زيدُ، وأَزْيد، قال ذو الرمة:
هَيا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجل ... وبين النقا انت أم أم سالم
وقال الآخر:
أَزَيْدُ أَحَا وَرَقَاءَ إِن كُنتَ ثَائِراً ... لقَدْ عَرَضَتْ أَحْنَاهُ حَقٌّ فَخاصم
يريد: يا زيد».
(٤) يوسف: (٢٩).
(٥) في الأصل و (ع): (حروفها)، وهو تحريف، والصحيح ما أثبته لقوله بعد ذلك: (بهما).
(٦) في الأصل: (الامتداد) بإقحام (ال) وهو خطأ.