البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 369 - الجزء 1

  قال: «والحروف التي يُنبه بها المنادى خمسة⁣(⁣١): يا، وأيا، وهيا، وأَي، والهمزة⁣(⁣٢) (⁣٣)».

  اعلم أن (يا) أصل حروف النداء، ولهذا قالوا: إنّها تصلح لنداء مَنْ قَرُبَ ومَنْ بَعُدَ، وللنّائم / والمستيقظ. والدليل على أنها أصل الحروف جواز حذفها من المنادى نحو قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}⁣(⁣٤) والتقدير - والله أعلم - يا يوسف.

  وأما الهمزة فإنّها تكون لأقرب النّاس إليك تقول: أزيد، أعمرو، أبكر. وما أشبه ذلك.

  وأما (أي) فهي لمن تراخى عنك قليلاً.

  وأما (أيا) و (هَيا) فلا يكونان إلا للمتباعد عنك؛ لأن كثرة حروفهما⁣(⁣٥) تدل على امتداد⁣(⁣٦) الصوت بهما. والصوت إنّما يمتد لمن تباعد وتغافل. وقد قيل: إنّ


(١) في (مل): (.. التي يُنادي بها المدعو خمسة وهي ...).

(٢) في مل: (والألف).

(٣) في (مل) زيادة: «تقول: يا زيد وأيا زيد، وهيا زيد، وأي زيدُ، وأَزْيد، قال ذو الرمة:

هَيا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجل ... وبين النقا انت أم أم سالم

وقال الآخر:

أَزَيْدُ أَحَا وَرَقَاءَ إِن كُنتَ ثَائِراً ... لقَدْ عَرَضَتْ أَحْنَاهُ حَقٌّ فَخاصم

يريد: يا زيد».

(٤) يوسف: (٢٩).

(٥) في الأصل و (ع): (حروفها)، وهو تحريف، والصحيح ما أثبته لقوله بعد ذلك: (بهما).

(٦) في الأصل: (الامتداد) بإقحام (ال) وهو خطأ.