البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 373 - الجزء 1

  مبتدأ محذوف.

  [و]⁣(⁣١) الثالث: أن الصفة معنى معنوي⁣(⁣٢)، عمل في الوصف الرفع كما كان الابتداء معنى معنويا⁣(⁣٣) عمل في المبتدأ الرفع.

  وأما النصب فمن وجهين: أحدهما: أن يُجْرِيَهُ على موضع المنادى؛ لأنّ الموضع منصوب. والثاني: أن يُضمِرَ فيه فعلاً ينصبه، ويكون التقدير: أعني أو⁣(⁣٤) أريد وما أشبه ذلك، وقول الشاعر:

  ... ... ... يا عُمَرُ الجَوادا

  على أحد هذين الوجهين. ويجوز (الجواد) على الرفع لولا القافية⁣(⁣٥).

  قال: «فإن نعته بالمضاف نصبته لا غير، تقول: يَا زيْدُ أَحَا عَمْرٍو، وَيَا زَيْدُ ذا الجمة.

  وكذلك التوكيد جار مجرى الوصف، تقول: ياتميم أجمعون، وإن شئت أجمعين، وتقول⁣(⁣٦): / ياتميم كُلُّكُمْ وَكُلَّهُم بِالنَّصْب لا غير.

  اعلم أنه إنما كان النعت بالمضاف منصوباً لا غير؛ لأنك لو وضعت النعت


(١) زيادة من (ع).

(٢) كذا في الأصل و (ع)، ولعل الصواب: (عامل معنوي).

(٣) قوله: «عمل في الوصف ... معنى معنوياً»: ساقط من (ع).

(٤) في (ع): (وأريد) وهو سهو.

(٥) المقصود بالقافية هنا المجرى: وهو حركة حرف الروي؛ لأنّ القافية في اصطلاح العروضين هي: من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن قبله مع الحرف المتحرك الذي قبله. وخالف في ذلك الأخفش فقال: هي آخر كلمة في البيت أجمع انظر الوافي في العروض والقوافي: ٢٢٠.

(٦) في (مل): (أو تقول)، وهو سهو.