باب النداء
  مبتدأ محذوف.
  [و](١) الثالث: أن الصفة معنى معنوي(٢)، عمل في الوصف الرفع كما كان الابتداء معنى معنويا(٣) عمل في المبتدأ الرفع.
  وأما النصب فمن وجهين: أحدهما: أن يُجْرِيَهُ على موضع المنادى؛ لأنّ الموضع منصوب. والثاني: أن يُضمِرَ فيه فعلاً ينصبه، ويكون التقدير: أعني أو(٤) أريد وما أشبه ذلك، وقول الشاعر:
  ... ... ... يا عُمَرُ الجَوادا
  على أحد هذين الوجهين. ويجوز (الجواد) على الرفع لولا القافية(٥).
  قال: «فإن نعته بالمضاف نصبته لا غير، تقول: يَا زيْدُ أَحَا عَمْرٍو، وَيَا زَيْدُ ذا الجمة.
  وكذلك التوكيد جار مجرى الوصف، تقول: ياتميم أجمعون، وإن شئت أجمعين، وتقول(٦): / ياتميم كُلُّكُمْ وَكُلَّهُم بِالنَّصْب لا غير.
  اعلم أنه إنما كان النعت بالمضاف منصوباً لا غير؛ لأنك لو وضعت النعت
(١) زيادة من (ع).
(٢) كذا في الأصل و (ع)، ولعل الصواب: (عامل معنوي).
(٣) قوله: «عمل في الوصف ... معنى معنوياً»: ساقط من (ع).
(٤) في (ع): (وأريد) وهو سهو.
(٥) المقصود بالقافية هنا المجرى: وهو حركة حرف الروي؛ لأنّ القافية في اصطلاح العروضين هي: من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن قبله مع الحرف المتحرك الذي قبله. وخالف في ذلك الأخفش فقال: هي آخر كلمة في البيت أجمع انظر الوافي في العروض والقوافي: ٢٢٠.
(٦) في (مل): (أو تقول)، وهو سهو.