البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 374 - الجزء 1

  مكان المنعوت كان نصبا فتقول: يا أخا عمرو، وياذا الجمَّةِ. وإنما يرتفع النعت إذا كان مفردا؛ لأنك لو وضعته موضع⁣(⁣١) المنعوت لكان مرفوعًا، تقول: يا زيد الظريف فإذا وضعت (الظريف) موضع (زيد) قلت: يا ظريف. فأما التوكيد فلك فيه النصب على الموضع على ما مضى والرفع على اللفظ كما بينا. فأما التوكيد المضاف فمنصوب أيضاً لإضافته كما في الصفة المضافة.

  قال: «فإن عطفت على المضموم اسمًا فيه ألف ولام، كنت مخيراً، إن شئت رفعته، وإن شئت نصبته. تقول: يازيد والحارث، وإِن شئت: والحارث. قال الله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}⁣(⁣٢) يقرأ بالرفع والنصب⁣(⁣٣) (⁣٤). قال الشاعر⁣(⁣٥):

  ١٢٦ - ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فَقَدْ جاوَزْتُمَا خَمَرَ الطريق

  يُروى (الضحاكُ) و (الضحاك) بالرفع والنصب».


(١) في (ع): (وضعته مكان ...).

(٢) سبأ: (١٠).

(٣) في (مل): {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} والطَّيْرَ يُقرآنِ جميعًا بالرفع والنصب ..

(٤) النصب قراءة العامة، والرفع انفرد به ابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه، وهي رواية زيد عن يعقوب، ووردت أيضًا عن عاصم وأبي عمرو. انظر النشر: ٢/ ٣٤٩، وانظر ما قاله صاحب الإتحاف: ٣٥٨، وصاحب غيث النفع: ٢٣٧، وما جاء في البحر المحيط: ٧/ ٢٦٣.

(٥) غير معروف.

١٢٦ - البيت من الوافر.

وهو في الجمل: ١٦٥، وابن يعيش: ١/ ١٢٩، والتبصرة: ١/ ٣٤٨، والمساعد: ٢/ ٥١٢، وصدره في الهمع: ٢/ ١٤٢ ... وعجزه في اللسان: (خمر).

والخمر: وَهدَةٌ يختفي فيها الذئب. وأخمرته الأرض عني ومنّي وعلي: وارَتْهُ. انظر اللسان.