باب النداء
  فَكَأَنَّ حرف النداء قد وليه الاسم فنصبه على تقديرا النداء والمضاف.
  قال: «فإن لم يكن فيه لام التعريف كان له حكمه لو ابتدئ به»(١).
  اعلم أنه يعني أنك ترفعهما جميعاً؛ وذلك لأن حرف النداء قد شملهما وهو يقع على كل واحد منهما منفرداً، هذا هو قول (سيبويه)(٢) وكان (المازني) يجيز (وعمراً) على الموضع(٣).
  قال: «وتقول: يا أَيُّها الرَّجُلُ فتبني (أيَّا) على الضم؛ لأنّها في اللفظ مناداة، و (ها) للتنبيه، و (الرجل) مرفوع؛ لأنّه وصف (أي)، ولا يجوز فيه غير الرفع».
  اعلم أن الأصل في النداء بـ (أيّ) أنّهم أرادوا نداء ما فيه الألف واللام فلم يمكنهم ذلك؛ لأن (يا) تحدث تخصيصا في المنادى، والألف واللام للتخصيص، فلم يجتمعا فجاؤوا بـ (أي) وهو اسم مبهم فأقاموه مقام المنادى ورفعوه بالنداء وجلبوا (ها) التي للتنبيه، عوضًا له مما كان يستحقه من الإضافة إذا قلت: أي الرجلين عندك؟ وأي القوم، وما أشبه ذلك. وجعلوا (الرجل) صفة لـ (أي)، و (الرجل) هو المقصود بالنداء، ولا يجوز فيه غير الرفع لوجهين: أحدهما: أنه المقصود(٤) بالنداء، والمقصود بالنداء إذا كان معرفة مفرداً كان مرفوعا. والثاني:
(١) في (مل) زيادة: «تقول يا زيد وعمرو، ويا زيد وعبد الله. فإن كان المنادى منصوبا لم يجز في وصفه وتوكيده إلا النصب، تقول يا عبد الله الظريف ويا غلمان زيد أجمعين، وتقول: يا أخانا زيد أقبل، إذا جعلته بدلاً ضم ضممته وإن جعلته عطف بيان نصبته.
(٢) الكتاب: ١/ ٣٠٥.
(٣) انظر المساعد: ٢/ ٥١٣، وابن يعيش: ٢/ ٤.
(٤) في (ع): (مقصود) بغير (أل).