البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 377 - الجزء 1

  أن في هذا الباب لا يحمل الشيء على الموضع إلا بعد تمام الكلام، والنداء لا يتم بـ (يا أَيُّها) فحمل (الرجل) على لفظ (يا أيها) دون موضعه.

  قال: «واعلم أنك لا تنادي اسما فيه الألف واللام⁣(⁣١)؛ لأن الألف واللام للتعريف و (يا) تُحدث في الاسم ضربًا من التخصيص، فلم يجتمعا لذلك إلا أنهم قالوا: يا ألله⁣(⁣٢) اغفر لي، بقطع الهمزة ووصلها، فجاء هذا في اسم الله خاصة لكثرة استعماله؛ ولأن الألف واللام فيه صارتا بدلاً من همزة (إله) في الأصل⁣(⁣٣).

  اعلم أنه قد بين في كلامه العلة في [نفي]⁣(⁣٤) اجتماع حرف النداء مع الألف واللام. فإن قال قائل: فقد جاء في الشعر⁣(⁣٥):

  ١٢٧ - مِنَ أجْلِكِ يا الَّتِي تَيَّمْتِ قَلْبِي ... وَأَنتِ بخيلة بالود عنِّي

  وكذلك قول الآخر⁣(⁣٦):


(١) في (مل) زيادة: «.. لا تقول: يا الرجل، ولا: يا الغلام».

(٢) رسمت في الأصل: (يالله) وما أثبته من (ع) و (مل).

(٣) في الأصل: (في الوصل) وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).

(٤) تكملة من (ع).

(٥) البيت من أبيات سيبويه التي لا يعرف قائلها.

١٢٧ - البيت من الوافر.

وهو في سيبويه: ١/ ٣١٠، والمقتضب: ٤/ ٢٤١، والتبصرة: ١/ ٣٥٦، والإنصاف: ١/ ٣٣٦، وابن يعيش: ٢/ ٨، والخزانة: ١/ ٣٥٨، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٣٠٨ وفيه ضبطت (من أجلك ...) بقطع الهمزة وهو خطأ لاختلال الوزن بقطعها، ووصل الهمزة ضرورة.

(٦) غير معروف.