باب النداء
  أن في هذا الباب لا يحمل الشيء على الموضع إلا بعد تمام الكلام، والنداء لا يتم بـ (يا أَيُّها) فحمل (الرجل) على لفظ (يا أيها) دون موضعه.
  قال: «واعلم أنك لا تنادي اسما فيه الألف واللام(١)؛ لأن الألف واللام للتعريف و (يا) تُحدث في الاسم ضربًا من التخصيص، فلم يجتمعا لذلك إلا أنهم قالوا: يا ألله(٢) اغفر لي، بقطع الهمزة ووصلها، فجاء هذا في اسم الله خاصة لكثرة استعماله؛ ولأن الألف واللام فيه صارتا بدلاً من همزة (إله) في الأصل(٣).
  اعلم أنه قد بين في كلامه العلة في [نفي](٤) اجتماع حرف النداء مع الألف واللام. فإن قال قائل: فقد جاء في الشعر(٥):
  ١٢٧ - مِنَ أجْلِكِ يا الَّتِي تَيَّمْتِ قَلْبِي ... وَأَنتِ بخيلة بالود عنِّي
  وكذلك قول الآخر(٦):
(١) في (مل) زيادة: «.. لا تقول: يا الرجل، ولا: يا الغلام».
(٢) رسمت في الأصل: (يالله) وما أثبته من (ع) و (مل).
(٣) في الأصل: (في الوصل) وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).
(٤) تكملة من (ع).
(٥) البيت من أبيات سيبويه التي لا يعرف قائلها.
١٢٧ - البيت من الوافر.
وهو في سيبويه: ١/ ٣١٠، والمقتضب: ٤/ ٢٤١، والتبصرة: ١/ ٣٥٦، والإنصاف: ١/ ٣٣٦، وابن يعيش: ٢/ ٨، والخزانة: ١/ ٣٥٨، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٣٠٨ وفيه ضبطت (من أجلك ...) بقطع الهمزة وهو خطأ لاختلال الوزن بقطعها، ووصل الهمزة ضرورة.
(٦) غير معروف.