البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النداء

صفحة 378 - الجزء 1

  ١٢٨ - فيا الغُلامان اللذان فرا

  إيَّاكُما أَنْ تُكسبانا شَرًا

  قيل: هذا في⁣(⁣١) ضرورة الشعر / ولا⁣(⁣٢) يُقاس عليه، فأما الأول فلأجل أن الألف واللام في (الَّتي) و (الذي) ليستا للتعريف. وإنما هما زائدتان. والذي يدلّ على صحة ذلك أن تعريف هذه الأسماء الموصولة بصلاتها. وكذلك (مَنْ) اسم ليس فيه الألف واللام ويتعرف بصلته فلما كانت الألف واللام زائدتين لم يعتد بهما. فأما قوله:

  فيا الغُلامان ... ...

  فيحتمل أنه حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، والتقدير: يا أَيُّها الغُلامان فاضطر إلى حذف (أيها).

  فأما نداء اسم الله فقد قيل فيه أقوال:

  - منها أنّه كثر في الاستعمال فاستجازوا فيه مالم يستجيزوا في غيره.

  - ومنها أن هذا الاسم لا يكون صفة لـ (أي) فلا يقال: يا أَيُّها الله؛ لأنّ (أَيَّا) إنما توصف بأسماء الأجناس، والله تعالى واحد وليس بجنس تعالى الله عن ذلك.


١٢٨ - البيتان من مشطور الرجز.

وهما في المقتضب: ٤/ ٢٤٣ وقد دفع المبرد هذه الرواية وقال: إنما صوابه: فيا غلامان اللذان، والأصول: ١/ ٤٥٤، والتبصرة: ١/ ٣٥٥، والإنصاف: ١/ ٣٣٦، وابن يعيش: ٢/ ٩، والمقرب: ١/ ١٧٧، والمقاصد: ٤/ ٢١٥، والخزانة: ١/ ٣٥٨. والأول في الهمع: ١/ ١٧٤.

(١) في (ع): (هذا من ...).

(٢) في (ع): (فلا).