البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

مسائل من هذا الباب

صفحة 405 - الجزء 1

  على قولك (يا حار)؟ قال: يا طيلس أقبل. قلت: أَرَأَيْتَ (فَيْعلا) اسما قط في الصحيح، إنما يوجد هذا في المعتل نحو (سَيِّد) و (ميت). فقال: قد علمت أني قد أخطأت، لا يجوز ترخيمه إلا على قول من قال: يا حار⁣(⁣١).

  مسألة: اعلم أن الترخيم لا يكثر في شيء من الكلام ككثرته فيما كان فيه هاء التأنيث علما كان الاسم أو⁣(⁣٢) كان غير علم وذلك أن هاء التأنيث تنزلت عندهم منزلة اسم ضم إلى اسم قبله. فإذا حذفوها لم يتغير الأول عما كان عليه ألا ترى أنها إذا دخلت للتأنيث لم تُغير بنية المذكر وأيضا فإنها تكون هاء في الوقف وتاء في الوصل⁣(⁣٣) وتلحق المذكر للتأكيد، وتلحق فعل المؤنث الماضي، فلما كانت كذلك من التغيير كان حذفها أولى من حذف حرف من نفس الاسم، فإذا وقعت في اسم لم يحذفوا سواها قَلتْ حُروفُهُ أَمْ كَثُرَتْ، فلهذا قلنا: إِنَّهَا تُحْذَفُ من الأعلام ومن الصفات العامة، فإذا رخمت / (خَبيثةَ، وفاسقةً) فإنّما يجوز ترخيمها على مذهب من يكسر الراء من (حارث) فتفتح الناء والقاف؛ لأنك لو ضممتهما لاشتبها بالمذكر، فإن جعلتهما اسمين جاز أن تضم؛ لأن الرجل قد يسمى بـ (خبيثة، وفاسقة)، والمرأة تُسمّى بـ (خبيث، وفاسق) فلا تكون الهاء دخلت فصلاً فيجوز حذف الهاء؛ لأن الاسم العلم تُحذف منه الهاء ولا يوقع لبسا.

  مسألة: إن سأل سائل فقال: هل يجوز ترخيم ما لاهاء فيه من الصفات، نحو: (ظريف وشريف، وقائم، وقاعد، وراكب).

  قيل له: الترخيم هو حذف لا يوجبه القياس وإنّما يستعمل تخفيفا وأكثر


(١) في (ع): (... إلا على قولك: ياحارُ)، وضبط (حار) بضم الراء وهو خطأ.

(٢) انظر ص ١٩ الحاشية (٢).

(٣) في الأصل: (في الأصل) وهو تحريف، والتصويب من (ع).