باب الشرط وجوابه
باب الشرط وجوابه
  قال: «وحرفه المُسْتَولي عليه (إنْ)، وتُشَبَّه به أسماء وظروف. فالأسماء: (مَنْ، وَما، وأَيُّ، ومهما). والظروف (أين ومتى، وأَيَّ حين، وأنّي، وَحَيْثُما، وإذما)».
  اعلم أن (إن) الخفيفة المكسورة الهمزة الداخلة على الفعل هي أصل في المجازاة(١)، وما يعمل في الشرط والجزاء من الأسماء فإنّما يعمل بمشابهتها. والدليل على صحة ذلك أنّها تدخل على كل فعل من أفعال الشرط والجزاء في جميع وجوهه، وليس كذلك غيرها؛ لأن (مَنْ) تكون لمن يعقل دون ما لا يعقل، و (ما) الغالب عليها مالا يعقل وإن جاز أن تكون لِمَنْ يعقل أيضًا، و (أَيُّ) للبعض، و (متى) للزمان، و (حَيْثُما) للمكان، وكذلك (أينَ، وَأَنَّى، وَإِذْما) قال (سيبويه): لا يكاد يعرفها كثير من العرب(٢).
  فلما اختص كل نوع من هذه بنوع دون غيره، وكانت (إن) شائعة في جميعه تصلح له عُلِمَ أنّها أصل في الباب. والدليل على صحة هذا الاعتبار أنك تقف عليها وتحذف ما بعدها، يقول القائل: لا أقرب الأمير لأنّه ظالم، فتقول مُجيباً: اقْرَبُهُ وَإِنْ، تريد: وإن كان ظالما، ولا يجوز ذلك في غيرها، وإنما هذا لقوتها في
(١) في الأصل رسمت (المجازات) بالتاء.
(٢) لم أستطع الوقوف على قول سيبويه هذا في الكتاب.