البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الشرط وجوابه

صفحة 447 - الجزء 1

  ١٥٩ - إذا سُدْتَهُ سُنت مطواعة ... وَمَهُما وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفَاهُ

  فالهاء في (كفاه) راجعة: إلى (مهما)، فهذا دليل على أنها (ما) الموصولة⁣(⁣١). فأما (حَيْثُما، وَإِذْما) فلا يُجازى بهما إلا بإدخال (ما) عليهما، وذلك أنهما بإدخال (ما) عليهما خرجا عن معناهما الأول، وذلك نحو (لَوْ) هي حرف لامتناع الشيء / لامتناع غيره، فإذا دخلت عليها (لا) صارت بانضمام (لا) لامتناع الشيء لوجود غيره فخرجت عن معناها.

  فأما وإذ فكانت لما مضى من الزمان، فلمّا صَحِبَها⁣(⁣٢) (ما) دلّت على الاستقبال، وهذا يدلك على صحة التغيير. و (سيبَوَيْهِ)⁣(⁣٣) يجعلها حرفًا لتغير معناها. وحكي عن بعض النحويين⁣(⁣٤) أن (إذما) هي (إما) أُقيمَتْ مُقامَها؛ لأنّ وإما لا يكاد يأتي بعدها فعل إلا بالنون، نحو قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ}⁣(⁣٥) (⁣٦) {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}⁣(⁣٧) و {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}⁣(⁣٨) (⁣٩) فلمّا كانت النّون تكسر الشعر جُعل مكانها (إِذْ ما). فهذا يدلك على أنها حرف كما قال (سيبويه).


(١) في (ع) زيادة: (أضيفت فهي بعض له). ولا أرى لها معنى.

(٢) في (ع): (صحبتها).

(٣) الكتاب: ١/ ٤٥٩.

(٤) ذكر ذلك الرضي في شرح الكافية ولم يعينهم. شرح الكافية: ٢/ ٢٥٤.

(٥) الأنفال: (٥٧).

(٦) في (ع) أُخْرَتْ هذه الآية إلى ما بعد الآيتين التاليتين.

(٧) الأنفال: (٥٨).

(٨) مريم: (٢٦).

(٩) في الأصل: (وَإِما تَرَين) وهو وهم. وفي (ع) ضبطت: (ترين) وهو وهم أيضًا.