باب الشرط وجوابه
  ١٥٩ - إذا سُدْتَهُ سُنت مطواعة ... وَمَهُما وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفَاهُ
  فالهاء في (كفاه) راجعة: إلى (مهما)، فهذا دليل على أنها (ما) الموصولة(١). فأما (حَيْثُما، وَإِذْما) فلا يُجازى بهما إلا بإدخال (ما) عليهما، وذلك أنهما بإدخال (ما) عليهما خرجا عن معناهما الأول، وذلك نحو (لَوْ) هي حرف لامتناع الشيء / لامتناع غيره، فإذا دخلت عليها (لا) صارت بانضمام (لا) لامتناع الشيء لوجود غيره فخرجت عن معناها.
  فأما وإذ فكانت لما مضى من الزمان، فلمّا صَحِبَها(٢) (ما) دلّت على الاستقبال، وهذا يدلك على صحة التغيير. و (سيبَوَيْهِ)(٣) يجعلها حرفًا لتغير معناها. وحكي عن بعض النحويين(٤) أن (إذما) هي (إما) أُقيمَتْ مُقامَها؛ لأنّ وإما لا يكاد يأتي بعدها فعل إلا بالنون، نحو قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ}(٥) (٦) {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}(٧) و {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}(٨) (٩) فلمّا كانت النّون تكسر الشعر جُعل مكانها (إِذْ ما). فهذا يدلك على أنها حرف كما قال (سيبويه).
(١) في (ع) زيادة: (أضيفت فهي بعض له). ولا أرى لها معنى.
(٢) في (ع): (صحبتها).
(٣) الكتاب: ١/ ٤٥٩.
(٤) ذكر ذلك الرضي في شرح الكافية ولم يعينهم. شرح الكافية: ٢/ ٢٥٤.
(٥) الأنفال: (٥٧).
(٦) في (ع) أُخْرَتْ هذه الآية إلى ما بعد الآيتين التاليتين.
(٧) الأنفال: (٥٨).
(٨) مريم: (٢٦).
(٩) في الأصل: (وَإِما تَرَين) وهو وهم. وفي (ع) ضبطت: (ترين) وهو وهم أيضًا.